من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· بعد يومين على مذبحة الحولة التي ارتكبتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، لم يتوقف سقوط القتلى، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيوقظ منظر جثث الأطفال القتلى من الحولة المجتمع الدولي ويدفعه إلى رفع درجة تدخله في ما يحدث في سورية، بحيث يؤدي في النهاية إلى تنحي الرئيس؟ الجواب هو: كلا. فعلى الرغم من الإدانات الحادة التي برزت في نهاية الأسبوع الماضي، وعدد القتلى الكبير، لم تنشأ حتى الآن مجموعة من الأحداث يمكن أن تؤدي إلى الإطاحة بالأسد من الدولة ومن الحكم.
· وفقاً لخبراء سوريين، فإن نحو 1000 من مجموع 1200 ضابط كبير في الجيش السوري هم من الطائفة العلوية. وعلى الرغم من خسارة هذا الجيش شيئاً من نفوذه في الدولة لمصلحة الأجهزة الأمنية بعد نشوء الاضطرابات في سورية، فإن تأييده للرئيس لا يزال قوياً للغاية. لكن في حال استمرت الانشقاقات والاضطرابات في صفوف هذا الجيش، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة وضع الأسد.
· من جهة أخرى، إذا كانت المعارضة لا تزال تأمل بالتدخل الأجنبي، فإن عليها أن تعرف أن هذا لن يتحقق في وقت قريب. فمن الصعب أن يقدم الغرب، بعد العراق وأفغانستان، على تعريض جنوده للخطر في حرب برية جديدة. كما أن الحرب الجوية، مثل تلك التي جرت في ليبيا وأدت إلى الإطاحة بالقذافي، لن تنجح في سورية في تحقيق النتائج التي حققتها في ليبيا.
· لذا، فالحل هو ما تحدثت عنه في الأيام الأخيرة صحيفة "نيويورك تايمز"، وهو عبارة عن اتفاق أميركي - روسي على تنفيذ ما بات يسمى بـ "النموذج اليمني"، أي الاتفاق على تنحي الرئيس من منصبه في مقابل تقديم تعهدات تضمن سلامته، وتؤمن انتقالاً منظماً للسلطة، مثلما جرى مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قبل أشهر. وحتى الآن لم تتبلور هذه الصفقة، لكن من المحتمل أن يؤدي تسارع أعمال القتل إلى تحقيق هذه التسوية عبر تدخل دولي.
لقد تشددت إسرائيل في مواقفها العلنية، وأدانت ما ارتكبه نظام الأسد في الأيام الأخيرة، وهي تدرك أن أيام الأسد باتت معدودة. لكن في المقابل ليس لدى إسرائيل أوهام بشأن النظام الجديد في سورية. صحيح أنها ستنظر برضى إلى الضرر الذي سيلحق بمصالح طهران إذا سقط نظام الأسد، إلاّ إنها تعلم ما الذي سيحدث في أعقاب ذلك. إذ إن ما سيحدث في سورية هو نفسه ما سبق أن حدث في العراق، فلن يؤدي سقوط الطاغية إلى نهاية العنف، وإنما إلى تبادل الأدوار بين القاتل والضحية.