علمت صحيفة "معاريف" أن رجل الأعمال اليهودي التركي جاك كمحي، المقرب من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، زار إسرائيل سراً الأسبوع الفائت والتقى عدداً من كبار المسؤولين فيها، بينهم رئيس الدولة شمعون بيرس.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية مطلعة للصحيفة إن هذه الزيارة كانت منسقة مع ديوان رئيس الحكومة التركية، وأشارت إلى أن هذا الديوان كلف كمحي عدة مرات في السابق نقل رسائل خاصة إلى زعماء إسرائيل.
كما علمت الصحيفة أن كمحي حث جميع المسؤولين الإسرائيليين الذين التقى بهم على إقناع الحكومة بتقديم اعتذار إسرائيلي رسمي سريع إلى تركيا عن الهجوم الذي شنه الكوماندوس البحري [في أيار/ مايو 2010] على سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت متجهة إلى قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى قتل 9 مواطنين أتراك كانوا على متنها، وإصابة عشرات آخرين بجروح.
على صعيد آخر أصدرت المحكمة الجنائية في تركيا أمس (الاثنين) قراراً يقضي بقبول لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة في الدولة بحق أربعة من كبار القادة السابقين في الجيش الإسرائيلي بشبهة تورطهم في الهجوم العسكري على سفينة "مافي مرمرة" قبل عامين. وهؤلاء القادة هم رئيس هيئة الأركان العامة السابق الجنرال غابي أشكنازي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] السابق اللواء عاموس يادلين، وقائد سلاح البحر السابق اللواء إليعيزر ماروم، ورئيس شعبة الاستخبارات في سلاح الجو السابق العميد أفيشاي ليفي.
وتطالب لائحة الاتهام بفرض 9 أحكام بالسجن المؤبد على كل واحد من هؤلاء القادة العسكريين في حال إدانتهم بتهمة التسبب بقتل 9 مواطنين أتراك. وفي الوقت نفسه أعلنت تركيا أنها ستصدر أوامر اعتقال بحق هؤلاء القادة العسكريين، الأمر الذي يتيح للدول التي يقومون بزيارتها إمكان إلقاء القبض عليهم.
وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أمس (الاثنين) إن قرار المحكمة الجنائية التركية يعني أن أردوغان ماض نحو تصفية العلاقات الخاصة بين إسرائيل وتركيا.
وأصدر رئيس هيئة الأركان العامة السابق الجنرال أشكنازي بياناً خاصاً أكد فيه أن تركيا هي دولة مهمة وتربطها بإسرائيل مصالح مشتركة تتعلق باستقرار منطقة الشرق الأوسط. وأعرب عن ثقته بإيجاد حل لهذه الأزمة بين الدولتين في نهاية المطاف.