المفاوضات مع الفلسطينيين مصيرها الفشل ما دام نتنياهو رئيساً للحكومة
تاريخ المقال
المصدر
- لا يوجد أي صحافي مهما كان رفيع المستوى ولديه صلات وثيقة بصناع القرار، يعرف فعلاً ماذا يجري في محادثات الوزيرة تسيبي ليفني مع صائب عريقات. لا أحد يعرف عن أي شيء يتحدثان وهل توصلا إلى اتفاقات، أم أن الأمر كله على وشك الانفجار. كما لا يعرف أحد ما هي الصلاحيات التي أعطاها نتنياهو لليفني، وماذا يتوقع أن يحدث في هذه المفاوضات.
- الأمر الواضح أن نتنياهو وليفني يجتمعان بصورة دورية، أحياناً أكثر من مرة في الأسبوع، للتحادث. لكن ضآلة المعلومات لا تمنع الكثير من الصحافيين عن نقل تقديرات "مصادر إسرائيلية" بأن المفاوضات سائرة نحو الفشل، وأن الفلسطينيين يتشددون في مواقفهم وفي شروطهم من أجل التوصل إلى اتفاق، وأنه من شبه المؤكد أن هذه المفاوضات لن تسفر عن شيء.
- من المحتمل أن يكونوا محقين ومن المحتمل عكس ذلك. لكن المشكلة أنه لا يوجد من يراهن على إمكان أن تتوصل هذه المفاوضات إلى نتيجة، والأخطر أن هذا الأمر لا يهم أحداً.
- في الغرف المغلقة تجري محادثات من شأنها أن تقرر مستقبل دولة إسرائيل، فالاتفاق بيننا وبين الفلسطينيين ليس مجرد ورقة، بل إنه سيتطلب تنازلات وبصورة خاصة تنازلات عن مناطق وعن مستوطنات معزولة. لكن مقابل هذا الثمن ستسير إسرائيل في طريق جديد واعد يزيل عنها عبء الاحتلال الذي لا يحتمل، والتهديدات المتكررة بنشوب انتفاضة تلو أخرى. وسيصبح الازدهار الاقتصادي واضحاً وملموساً، وستتغير علاقة العالم بنا بصورة مطلقة، وربما نستطيع في النهاية معالجة المشكلات الملحة التي يعانيها المجتمع الإسرائيلي معالجة جدية. وما يمكن قوله إن مبدأ دولتين لشعبين إذا تحقق، سيكون أفضل شيء يمكن أن يحدث لدولة إسرائيل.
- لكن علينا أن نستيقظ من هذا الحلم الآن، فما دام بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة وليبرمان وزيراً للخارجية والبيت اليهودي العمود الأساس في الائتلاف الحكومي، من الواضح تماماً أنهم سيبذلون كل ما في استطاعتهم من أجل منع التوصل إلى اتفاق سياسي، ولن تستطيع السلطة الفلسطينية استرجاع حجر واحد أو هضبة وعرة.
- لا تتمتع ليفني بالقوة السياسية الكافية التي تمكنها من الوقوف في وجه حزب البيت اليهودي. والراهن اليوم بعد التغييرات والتطورات كلها التي حدثت في العامين الأخيرين، هو أن المستوطنين انتصروا على الجميع، وهم وحدهم من يخوض المعركة للحصول على تعاطف المواطن، وليس هناك من يقف ضدهم، لا في الكنيست، ولا في الحكومة، ولا حتى وسط الجمهور العريض الذي يؤمن بأن الاتفاق السياسي وحده يضع إسرائيل في المكان الذي تستحقه.
- من جهته، يشاهد نتنياهو هذا كله ويدرك أنه ليس هناك ما يستحق عناء السعي إلى اتفاق، فحتى لو لم يتم التوصل إلى ذلك، سيبقى الوحيد الأوحد من دون منافس. فلماذا عليه أن يغضب اليمين؟ وما السيئ في أن يتولى الحكومة للمرة الرابعة التي لن يحدث فيها شيء؟
- إن المفاوضات الجارية اليوم بتأييد أميركي كبير ودعم قوي من الاتحاد الأوروبي ووزيرة إسرائيلية مصممة [على السعي إلى التوصل لاتفاق]، لن تتكرر مرة أخرى. والذي لن يحدث اليوم لن يحدث أيضاً في المستقبل المنظور. ويبدو أن هذا ما تريده إسرائيل.