هل قررت الولايات المتحدة التفريط بأسرار الهجمات الإسرائيلية على سورية؟
تاريخ المقال
المصدر
- يبدو أن الولايات المتحدة قررت أن تفرّط بأسرار إسرائيل المتعلقة بالعمليات السرية التي تقوم بها قواتها ضد أهداف في سورية بثمن بخس للغاية. فقد قالت مصادر أميركية رفيعة أمس (الخميس) إن إسرائيل هي التي قامت الليلة قبل الماضية بشن هجوم على منظومات دفاع جوي متطورة داخل الأراضي السورية بالقرب من مدينة اللاذقية.
- عندما حصل مثل هذا التسريب لأول مرة، قلنا إنه قد يكون ناجماً عن خطأ غير مقصود. لكن حدوثه مرة أخرى أمس يعني أن ثمة بين المسؤولين في الولايات المتحدة من قرر أن يبيعنا. وعلى ما يبدو، فإن الهدف من وراء ذلك هو إلحاق الضرر بسياسة إسرائيل الأمنية.
- تجدر الإشارة إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم يتخل للحظة عن نيته تزويد حزب الله في لبنان بأسلحة متطورة أو كاسرة للتوازن حتى بعد موافقته على الاتفاق الأميركي- الروسي الخاص بتجريده من ترسانة سلاحه الكيميائي. وقد حذّر قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل السوريين مراراً وتكراراً من مغبة الاستمرار في تزويد حزب الله بأسلحة متطورة، وأكدوا لهم أن وقوف روسيا إلى جانبهم لن يساعدهم، كما أن عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية السورية في جنيف لن يعفيهم من دفع ثمن أي محاولة لنقل أسلحة متطورة إلى لبنان.
- وشدّد القادة الأمنيون الإسرائيليون على أنه في حال تأكد إسرائيل من قيام سورية بأي عملية نقل سلاح إشكالي إلى لبنان، فإن نظام الأسد لن يحظى بأي حصانة.
- إن وصف الهجوم الذي جرى بالقرب من اللاذقية الليلة قبل الماضية شبيه بأوصاف الهجمات التي تعرضت لها سورية أخيراً ونُسبت إلى إسرائيل، من دون أن تكون هناك أي آثار يمكن أن تدينها فعلاً. وإن من قام بشن هذا الهجوم الأخير قرر أن يلحق الضرر بهدف عسكري سوري في قلب المنطقة التي يسيطر عليها العلويون في سورية، والتي من المتوقع أن تكون آخر معقل لنظام الأسد في حال انهياره.
- في ضوء ذلك، تكون الرسالة التي أراد أصحاب هذا الهجوم توجيهها إلى الأسد واضحة للغاية وفحواها أن السلاح الإشكالي سوف يتعرض للهجوم حتى لو كان في قلب أكثر المناطق حساسية في سورية.