سورية لم تستوعب رسالة يعلون التي حذر فيها من نقل سلاح متطور إلى حزب الله
تاريخ المقال
المصدر
- في الأمس اجتمع وزراء المجلس السياسي- الأمني لحسم موضوع ميزانية الدفاع. وتحدث المراسلون عن أجواء أزمة وضغوط كبيرة وتهديدات يمارسها ضباط في الجيش الإسرائيلي من جهة، وموظفو وزارة المال من جهة أخرى. وفي ساعة متقدمة من الليل انتهى الاجتماع وقيل إن القرار تم تأجيله. وبعد مرور وقت قصير، وصلت التقارير الأولى عن هجوم على سورية منسوب إلى إسرائيل.
- سوف نعود مرة أخرى إلى العلاقة بين جلسة المجلس الوزاري بشأن الميزانية والهجوم الذي لم تتضح تفاصيله بعد. لكن تفيد التقارير الأولية (وأبرزها ما نشرته قناة العربية) أن المستهدف كان بطاريات صواريخ SA-8 المضادة للطائرات كان من المفترض أن تنتقل إلى حزب الله. ومثل المرات الماضية، حافظت إسرائيل على الغموض وامتنعت عن التأكيد أو التكذيب. لكن ما تجدر الإشارة إليه، هو أن وزير الدفاع يعلون حذر هذا الأسبوع من أن إسرائيل لن تسمح بانتقال سلاح متطور إلى لبنان، ومن المحتمل أن كلامه كان رسالة لردع الأطراف التي تنشط على الجبهة الشمالية. فإذا كانت إسرائيل هي فعلاً من قام بتلك العملية، فإننا نفترض أن محور سورية - حزب الله لم يستوعب الرسالة.
- هذه هي المرة الخامسة في السنة الجارية التي ينسب إلى إسرائيل فيها هجوم مهم على سورية. فقد سبق ذلك تدمير بطاريات صواريخ SA-17 المضادة للطائرات، وصواريخ M-600 البعيدة المدى، ومنصات صواريخ بر - بحر من طراز ياخونت. إن القاسم المشترك بين جميع هذه الحوادث هو الرغبة السورية الواضحة في نقل أسلحة صاروخية "كاسرة للتوازن" إلى حزب الله، وإصرار إسرائيل الواضح على مبدأ عدم السماح لمثل هذا السلاح بالانتقال إلى لبنان.
- وفي جميع هذه المرات ضبطت سورية نفسها وسكتت على الإهانة والتعدي على أراضيها وسيادتها، وعلى الرغم من تهديداتها امتنعت عن الرد. ما يمكن قوله إن عدم وجود أي إشارة سورية رسمية حتى يوم أمس إلى الهجوم، ينبئ بأن هذا الهجوم أيضاً لن يؤدي إلى إشعال الجبهة الشمالية.
- من خلال هذا الحادث نستطيع أن ندرك عمق العلاقة التي تربط سورية بحزب الله، ومدى التزام نظام الأسد بالتنظيم اللبناني. لقد نجح الضغط الدولي في تقييد قدرة سورية على استخدام السلاح الكيميائي مما أضر بقدرتها على الردع في المواجهة مع الثوار. ولهذا، ازداد اعتماد سورية على المساعدة الاقتصادية التي تقدمها إيران، والدعم العسكري الذي يقدمه حزب الله. أما الثمن المباشر لهذا الدعم فهو نقل وسائل قتالية متطورة إلى لبنان.
- إن الأسد مستعد للمجازفة مرة تلو الأخرى وبذل كل ما في استطاعته من أجل تأكيد استمرار دعمه للحزب. وفي ظل هذا الواقع، من المحتمل حدوث هجمات مشابهة مستقبلاً. وسوف تواصل إسرائيل- إذا صح أنها مسؤولة عن الهجوم الأخير- عملياتها الرادعة، لكنها ستمتنع عن التصعيد. والمفتاح الأساسي لهذا كله موجود في التعاون بين الاستخبارات وسلاح الجو والسلاح السيبراني، وهذه هي المكونات الأساسية التي من المفترض أن تستفيد من الزيادة في ميزانية الدفاع.