قرارات الحكومة دليل على سياسة التمييز العنصري ضدّ العرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن كتابة الشعارات وعمليات تخريب السيارات التي وقعت أول أمس في أبو غوش - وهي قرية قريبة من القدس يتعايش فيها العرب واليهود، وليست في أرض متنازع عليها في الضفة الغربية -  استمرار لعشرات الأعمال المشابهة التي وقعت منذ بداية السنة.

·       وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعمال وقعت بعد يومين من قرار الحكومة عدم تصنيف مجموعة "جباية الثمن" منظمة إرهابية، بل الاكتفاء بتعريف متهاون لها باسم "جمعية غير مرخص لها". وكلّ ذلك خلافاً لموقف وزير الامن الداخلي اسحق أهرنوفيتش المسؤول عن معالجة المشكلة ويعرف عن كثب مدى خطورتها ويدرك أنها تتطلب معالجة أكثر حزماً بكثير.

·       تبعث الحكومة ورئيسها، بنيامين نتنياهو، من خلال قرارها هذا رسالة تقول إن أعمال "جباية الثمن" هي بمثابة شقاوة شباب غير مستحبة وغير لطيفة، وهي في أقصى الأحوال أعمال "شغب" أو أعمال "مُستهجنة". وكأنما هذه الأعمال ليست جريمة ذات طابع عنصري وذات تأثير هدّام في التوازن الهش للتعايش بين اليهود والعرب في المنطقة، كما ذكر المفتش العام للشرطة يوحنان دنينو، بعد عملية أبو غوش.

·       عندما ينضم هذا القرار الى الموافقة على قانون مثل "قانون حقوق المساهمين في الدولة" الذي أقرته اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، إلى جانب مشاريع قوانين أخرى ترمي إلى تفضيل المواطنين اليهود على المواطنين العرب، فإن الرسالة التي تصل الى عموم الجمهور بمن فيهم نشطاء اليمين المتطرف، هي أن العرب في إسرائيل "أقل مساواة" مع اليهود، ولهذا يمكن المسّ بهم.

·       إن التنديدات التلقائية الصادرة عن مختلف الاتجاهات السياسية للأعمال التي تقوم بها مجموعات"جباية الثمن"، تبقى تنديدات كلامية عديمة المعنى، في الوقت الذي تحوّل فيه التمييز بحق العرب سياسة رسمية منصوصاً عليها في القانون، وبات المسّ بهم حتى وإن لم يكن جسدياً، أمراً مباحاً يدخل ضمن سياسة ممنهجة.

·       يتعيّـن على الجمهور في اسرائيل ولا سيما ذلك الذي يعتبر نفسه مؤيداً للديمقراطية ولسلطة القانون وللمبادئ الاخلاقية الانسانية الاساسية، أن يغيّر هذا الوضع. كما يتعيّن عليه ليس فقط التنديد بأعمال "جباية الثمن" المنسوبة الى حفنة من الزعران وغريبي الاطوار، ومكافحتها، بل يجب عليه أن يحارب أيضاً سياسة التمييز وإقصاء العرب التي تقودها حكومة نتنياهو.

 

·       هذه الحكومة التي تسعى من خلال أفعالها إلى تطبيق الشعار الذي كُتب على جدران أبو غوش "أيها العرب أخرجوا من هنا".

 

المزيد ضمن العدد 1683