يجب تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران لا تخفيفها
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       حسن روحاني الفائز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت الأسبوع الماضي، ليس لاعباً جديداً في الساحة. فقد عمل سابقاً مستشاراً للأمن القومي خلال 16 عاماً ما بين 1989 و2005 خلال حكم الرئيسين رفسنجاني وخاتمي.

·       وضمن هذا الإطار، كان رئيساً للوفد الإيراني للمفاوضات في المحادثات التي جرت بين طهران والدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا وألمانيا)، خلال الفترة الممتدة بين تشرين الأول/أكتوبر 2003 لغاية آب/أغسطس 2005. ومن خلال أداء روحاني كمفاوض نستطيع أن نتعرّف على أسلوب معالجته للموضوع النووي كرئيس للجمهورية.

·       من المعلوم أن الإشراف الحصري على الملف النووي الإيراني هو بيد المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتولى أيضاً منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في إيران. يميل الغرب إلى تناسي هذه الحقيقة ويبالغ في التأثير المحتمل لروحاني في تطورات الملف النووي، ففي مقابلة جرت في 14 حزيران/يونيو مع بي بي سي، وصف وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو روحاني بالشخص "الذي يمكن التعامل معه".

·       وفي الحقيقة، فإن روحاني قادر على التأثير في النقاش النووي، لكنه غير قادر على حسمه.

·       والسؤال المطروح اليوم: ما هي الخطوات التي من المتوقع أن يقترحها روحاني؟

·       ننسى أحياناً أن روحاني كان مستشاراً للأمن القومي في الفترة التي أخفت فيها إيران مشروعها النووي عن أعين الغرب. حدث ذلك سنة 2003 عندما وضع الإيرانيون صاروخ شهاب 3  الذي تنوي طهران تزويده برأس حربي نوويّ مستقبلاً، قيد الاستخدام العملاني. وهذا يعني أن روحاني كان جزءاً من النظام الذي عمل لتطوير القدرات النووية الأساسية لإيران.

·       في نهاية سنة 2002، وبعد أن كشفت المعارضة الإيرانية عن جهازين أساسيّين في المنشآت النووية الإيرانية السرية، منشأة تخصيب اليوارنيوم في نتانز ومنشأة المياه الثقيلة في أراك وهي معدة من أجل إنتاج البلوتنيوم، اضطرت إيران إلى الدخول في مفاوضات مع الغرب بشأن مشروعها النووي.

·       وفي هذه الفترة خلال سنة 2003، عُيّـن روحاني رئيساً لطاقم المفاوضات النووي.

·       في سنة 2004، ألقى روحاني خطاباً سـرّياً تطرق فيه بوضوح إلى استراتيجيته الدبلوماسية في المفاوضات النووية أوضح فيه أن هدفه هو إبقاء الملف النووي الإيراني خارج مجلس الأمن، وذلك في محاولة أمام سامعيه لتبرير التنازلات التي قدمها خلال فترة توليه منصبه للغرب، ولا سيما توصيته بالوقف الموقت لتخصيب اليورانيوم. ونُشر مضمون الخطاب سنة 2006 وجاء فيه التالي: "في الفترة التي كنا نتحدث فيها مع الأوروبيين في طهران، ركبنا معدات في أجزاء من المنشأة الموجودة في أصفهان".

·       وفي الواقع، من خلال الاتفاق على التأجيل الموقت لتخصيب اليورانيوم ولاحقاً من خلال المساومة على معنى هذا التأجيل، استطاع روحاني تحرير إيران من الضغوط الدولية التي برزت في أعقاب الكشف عن مشروعها النووي السري سنة 2002، كما أنه نجح بواسطة هذه الاستراتيجية في إبقاء النقاش حول الملف الإيراني خارج مجلس الأمن، كما استطاع أن يكسب الوقت من أجل إحراز المزيد من التقدم في المشروع النووي.

·       وعندما نتأمل هذه الانجازات، يبدو واضحاً كيف نجح في إبعاد البريطانيين والفرنسيين والألمان، على الرغم من أن جزءاً من هؤلاء لا يزال يعتقد حتى اليوم أنه حقق إنجازاً ديبلوماسياً كبيراً للغرب.

·       أثار انتخاب روحاني قدراً كبيراً من التفاؤل حيال مستقبل العلاقات بين إيران والغرب. ولا يمكننا أن نتجاهل وجود قوى اقتصادية كبرى في أوروبا ترغب في معاودة التجارة مع إيران وتأمل أن يؤدي انتخاب روحاني إلى رفع العقوبات.

·       والصحيح حتى الآن أن التأييد الذي حصل عليه روحاني وفشل المرشحين الذين يمثلون الخط المتشدد، يشيران إلى وجود رغبة قوية لدى الشعب الإيراني بالتغيير.

 

·       يتعيّن على الولايات المتحدة وحلفائها أن يدركوا أن هذه الرياح الجديدة التي تهبّ من جهة الشعب الإيراني من شأنها أن تمنح الغرب قوة أكبر على المساومة، وأن تساعدهم في مواجهتهم مع المفاوضين الإيرانيين وتسمح لهم بطرح مطالب أكثر تشدّداً من الماضي من أجل وقف السباق الإيراني نحو السلاح النووي. لذا يمكن القول إن الوقت اليوم ليس لرفع العقوبات وإنما لزيادتها.

 

المزيد ضمن العدد 1683