إسرائيل تدمّر سلكها الدبلوماسي بصورة ممنهجة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       في ودّي أن أشير إلى أن مكانة وزارة الخارجية في إسرائيل تتعرّض منذ فترة طويلة إلى تأكل حادّ، وفي رأيي يشكل هذا التأكل عارضاً لمرض خطر للغاية يهدّد أمورًا مهمة تتعلق بأداء المؤسسة السياسية.

·       لقد أثبت التاريخ المعاصر أنه كلما أصبح المجتمع أكثر نضوجاً استثمر موارد أكبر في رفع مستوى التربية والتعليم والثقافة، وفي تحسين المستوى الاقتصادي لعموم السكان، وتحسين أداء السلك الدبلوماسي، على حساب تقليص الإنفاق على الجيش والقوى الأمنية.

·       غير أن ما يحدث في إسرائيل هو العكس تماماً، إذ إن الميزانية الأمنية الإسرائيلية تزداد على نحو جامح منذ قيامها قبل أكثر من 65 عاماً، كما أن قادة مؤسستها الأمنية ينتقلون مباشرة إلى رأس الهرم في المؤسسة السياسية، في حين أن مستوى التربية والتعليم فيها آخذ في التدهور بصورة مرعبة من عام إلى آخر.

·       وفي واقع الأمر، فإننا بتنا في وضع أصبحت فيه سياسة الدولة الخارجية تُدار بصورة شبه مطلقة من مجموعة من كبار ضباط الاحتياط في مقدّمهم رئيس هيئة الأمن القومي التابعة لديوان رئيس الحكومة. ونتيجة لذلك، فإن الدولة واجهت في السنوات الأخيرة أزمات كبيرة مع منظمة الأمم المتحدة ومع دول الاتحاد الأوروبي، ومع العالم كله تقريباً. وكل من يتجرأ على توجيه النقد إلينا، سرعان ما ننعته بأنه لاسامي أو خائن أو عدو. فضلاً عن ذلك، فإن إدارة مجموعة الضباط لسياسة الدولة الخارجية تسببت مرات كثيرة بعرقلة تحقيق إنجازات سياسية في محافل دولية مرموقة، وإلغاء توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية كان من شأنها أن توفر مزيداً من مصادر الرزق لآلاف العائلات الإسرائيلية.

·       بطبيعة الحال، فإننا سنجد دائمًا مسؤولين يدّعون أن الواقع الأمني المعقّد الذي نشأت دولة إسرائيل في خضمه ولا تزال تعيش تحت وطأته، يستلزم أن يكون هناك مركز ثقل مركزي للقرارات التي يتخذها الجيش والمؤسسة الأمنية.

·       ومع ذلك، لا بدّ من القول إن مصائر الدول في عالمنا الحالي باتت مرهونة إلى درجة كبيرة بمدى الإنجازات التي تحققها في الحلبات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وقد حان الوقت كي نستبدل شعار "دعوا الجيش ينتصر" بشعار "دعوا الدبلوماسية تنتصر".

 

·       إن دولة في القرن الـ 21 لا تزال تعتقد أن القادة العسكريين وحدهم هم القادرون على حلّ أي مشكلة، ولذا فهي تقوم بتدمير سلكها الدبلوماسي بصورة ممنهجة كما تفعل إسرائيل في الوقت الحالي، هي دولة سائرة حتماً نحو فوضى جماعية. ولا شك في أن سكان إسرائيل كافة هم الذين سيدفعون الثمن الباهظ الذي سيترتب على هذا المسار.

 

المزيد ضمن العدد 1683