حان الوقت للتفكير بكيفية حماية وجود إسرائيل في ظل تحول إيران إلى دولة نووية بدلاً من التفكير باستعمال القوة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       لا شك في أن إقدام زعماء إسرائيل وفي مقدمهم دافيد بن- غوريون وشمعون بيرس في خمسينيات القرن العشرين الفائت على إنشاء ما تسميه المصادر الأجنبية "المنشآت النووية الإسرائيلية" كان خطوة شديدة الأهمية في سياق الدفاع عن دولة إسرائيل باعتبارها جزيرة صغيرة في وسط محيط عربي وإسلامي متعصب. ولا تزال هذه "المنشآت النووية" تشكل مدماكاً مهمًا للغاية في قوة الردع الإسرائيلية.

·       وقد استلزم إنشاء هذه "المنشآت النووية" من إسرائيل أن تلجأ إلى شتى الطرق والحيـل من أجل إنجازها. ولدى الانتهاء من إنشائها كان رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، ولدين صغيرين، ومع ذلك يمكن الافتراض أنه خلال ولاية نتنياهو في رئاسة الحكومة وفي وزارة المالية، وخلال ولاية باراك في رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع، تعلم كل منهما درسين مهمين هما: أولاً، أن لا شيء يقف في طريق الإرادة؛ ثانياً، أنه إذا كانت دولة إسرائيل قد استثمرت كل ما لديها من أجل إنشاء "منشآتها النووية" فما الذي سيمنع الإيرانيين من أن يسلكوا السلوك نفسه؟

·       إن المطلوب استنتاجه من هذا هو أنه إذا كان المسؤولون في إيران مصممين على إنجاز برنامجهم النووي فلن يمنعهم شيء من ذلك، وهم سيلجأون إلى استعمال كل ما يملكونه من ذكاء وحنكة كي يصرفوا أنظار العالم عن هذا البرنامج ومساره. في الوقت نفسه يدرك المسؤولون في إسرائيل جيداً أنه من دون دعم الولايات المتحدة وتأييدها لا يمكنهم كبح البرنامج النووي الإيراني.

وأنا شخصياً أعتقد أن إيران ستتحول في غضون فترة قصيرة إلى دولة نووية، وسوف تشكل تهديداً للسلام في العالم كله، وتهديداً لوجود دولة إسرائيل أيضاً. لكن على الرغم من ذلك حان الوقت لأن نستعمل عقلنا من أجل التفكير بالوسائل الكفيلة بحماية وجود دولة إسرائيل في ظل تحول إيران إلى دولة نووية، بدلاً من التفكير في استعمال القوة ضدهـا.