المفاوضات الدولية مع إيران قد تكون الفرصة الأخيرة لتفادي الهجوم العسكري
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       تعلق الدول الغربية آمالاً عالية على الجولة المقبلة من المفاوضات مع إيران، التي ستبدأ هذا الأسبوع في بغداد. وكانت الجولة السابقة للمفاوضات، التي جرت قبل نحو شهر في إستانبول، قد عُقدت في أجواء إيجابية  وأحرزت تقدماً، وفي إثرها أغدقت مندوبة الدول الغربية، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون الثناء على الموقف الإيراني الجديد. بيد أن اختيار بغداد مركزاً لمفاوضات دولية يدل على  نية إيران (الدولة الأكثر تأثيراً في العراق) السيطرة على هذه المحادثات والدفع بها في اتجاه خدمة مصالحها النووية.

·       ثمة اعتقاد سائد في العالم التجاري والسياسي أن الجهات التي تدخل في مفاوضات لحل النزاعات تكون معنية بالتوصل إلى اتفاقات، ومستعدة لتقديم التنازلات اللازمة. أمّا في الواقع السياسي، فثمة دول ومنظمات لا تكون معنية بالتوصل إلى اتفاق إلاّ في حال كان يلبي شروطها، وهي تعرف مسبقاً بأن الطرف الآخر لا يمكنه أن يقبل بهذا الاتفاق، ولذا هي تدخل المفاوضات كي تحقق أهدافاً أخرى. هذا هو بالضبط موقف إيران في كل الجولات السابقة من المحادثات بينها وبين الغرب، فهي كانت تسعى لكسب الوقت والحؤول دون فرض العقوبات عليها والقيام  بعمليات عسكرية ضدها.

·       لقد تبنى أوباما نهجاً متصالحاً تجاه إيران، واقترح عليها الدخول في مفاوضات، كما امتنع من اتخاذ موقف إزاء الشجب الحاد للانتفاضة الشعبية الإيرانية ضد تزوير نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية في سنة 2009. لكن طهران رفضت بادرة أوباما وواصلت تطوير البنى التحتية للسلاح النووي.

·       هناك أربع وسائل لوقف القنبلة الإيرانية، هي: المفاوضات؛ العقوبات؛ التخريبات السرية؛ الهجوم العسكري. وتدل التطورات الأخيرة على ترابط هذه الوسائل بعضها ببعض؛ إذ إن تهديدات إسرائيل بممارسة الضغط العسكري هي فقط التي أدت إلى اتخاذ عقوبات جديدة وحادة ضد ايران، وفقط هذه العقوبات هي التي دفعت نظام آيات الله إلى الدخول في جولة المفاوضات الحالية والمحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

·       لا تزال هناك بين الغرب وإيران فجوات واسعة بشأن شروط المفاوضات، وليس فقط بشأن نتائجها. إذ ترغب إيران في أن يرفع الغرب العقوبات أولاً، في حين أن الغرب يريد أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم وأن تسمح لمراقبي الأمم المتحدة بالتأكد من وفائها بتعهداتها. كذلك يريد الغرب مفاوضات سريعة، أمّا إيران فتريد المراوحة كي تكسب مزيداً من الوقت.

·       لم تؤد العقوبات الجديدة إلى تغيير السياسة النووية الإيرانية، وإنما فقط جلبت إيران إلى طاولة المفاوضات. ويتقن مندوبو إيران كيفية إجراء مفاوضات أفضل بكثير مما تفعل وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون. فقد نجحوا في كل جولات المحادثات السابقة في خداع ممثلي الغرب وتضليلهم. بالإضافة الى ذلك، من المنتظر، في الأول من تموز/يوليو، أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شديدة ضد صناعة النفط الإيرانية، لذا لا يملك حكام إيران كثيراً من الوقت، لكنهم لن يكونوا مستعدين لتغيير موقفهم إلاّ إذا اقتنعوا بأن استمرارهم في تطوير القنبلة النووية يهدد نظامهم، وبأن فشل المفاوضات سيؤدي إلى هجوم عسكري ضدهم.

يملك الغرب اليوم أوراقاً جيدة أكثر من أي وقت مضى في مفاوضاته مع إيران، لكن عليه أن يكون يقظاً تجاه  قدرة إيران على المساومة والمناورة. ويمثل هذا الأمر التحدي الأصعب، لأن هذه المفاوضات قد تكون الفرصة الأخيرة لمنع الهجوم العسكري.