الثمن الاقتصادي للجمود السياسي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       حذر المستثمرون ورجال الأعمال الستة الذين دعاهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى لقاء معه، من الثمن الاقتصادي للجمود في العملية السياسية مع الفلسطينيين، مع الإشارة إلى أن بينهم أصدقاء ومؤيدين بارزين لرئيس الحكومة، وآخرين على اختلاف في وجهات النظر معه.

·       إن الحجة التي طرحها رجال الأعمال على نتنياهو معروفة ومفادها أنه من دون تقدم على المسار السياسي فلن ينجح الاقتصاد الإسرائيلي في تحقيق كامل قدرته، وسيتردّد المستثمرون الأجانب في توظيف أموالهم في محيط قابل للانفجار، ولن تصبح إسرائيل دولة ناشئة وستهاجر الأدمغة ولن تُقلص ميزانية الدفاع. في مقابل هذا كله هناك القنبلة الديمغرافية وما تمثله من خطر على الديمقراطية، ولهذا أيضاً انعكاساته الاقتصادية.

·       وبما أنه من الصعب أن تخفى هذه الأمور على سياسي محنك مثل نتنياهو، فمن الغريب دعوته إلى هكذا اجتماع مع كل ما تضمنه من تحذيرات ومحاضرات، ولا سيما أنه لا بد افترض أن مضمونه لن يبقى طيّ الكتمان. من هنا يمكن استنتاج أن رئيس الحكومة يشارك رجال الأعمال في تقديراتهم للوضع، فيخدمه نشر تحذيراتهم.

·       ويبدو أن الجمهور الذي يستهدفه هذا التحذير الكلامي هو أنصار الليكود من موشيه فايغلن إلى داني دانون، والأحزاب الموجودة إلى يمين الليكود. وتكون الرسالة الداخلية التي أراد نتنياهو توجيهها إلى ناشطي الليكود هي أن الجمهور الإسرائيلي أثبت في الانتخابات الأخيرة للكنيست أنه يضع الاعتبارات الاقتصادية والازدهار في رأس أولوياته، وأن النمو في الاقتصاد الوطني وارتفاع مستوى الحياة مرتبطان بصورة وثيقة بتقدم العملية السلمية، ومن دون أفق سياسي ستتلبد الأجواء الاقتصادية وسيخسر الليكود السلطة.

·       أما في ما يتعلق بكتلة "البيت اليهودي" وتصريحات زعيمها نفتالي بينت التي شكلت تحدياً ليس لمحمود عباس وحده ولكن لباراك أوباما وجون كيري وحتى لنتنياهو، فإن الرسالة التي يبعث بها نتنياهو خطوة على طريق إخراج بينت من الحكومة، وإدخال حزب العمل كشريك محتمل.

 

·       وهذا كله لا يكفي حتى إن كانت هذه الدوافع هي وراء دعوة نتنياهو رجال الأعمال إلى الاجتماع، فاستخدام تحذيرات الآخرين في خدمة أهداف سياسية لا يغير الواقع الذي يشير حتى الاقتصادي منه، إلى أن قيام دولة فلسطينية مصلحة إسرائيلية. لذا من الأفضل أن يبذل نتنياهو كل ما في وسعه من أجل كسر الجمود السياسي، وأن يتوقف عن تحميل عباس المسؤولية عن هذا الجمود، والأهم أن يوقف محاولاته في التهرب من المفاوضات.