محادثات بغداد: اختبار مصير الجهود الدبلوماسية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       تنعقد قمة بغداد غداً وسط أجواء من التفاؤل الحذر وعدم الثقة. وهذه قمة مصيرية ستحاول خلالها إيران، من جهة، ومجموعة الدول الخمس زائد واحد (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا)، من جهة أخرى، التوصل إلى حل لأخطر أزمة يشهدها العالم في وقتنا الراهن. ويُفترض أن تحسم نتائج هذه القمة مسألة اللجوء إلى الخيار العسكري، فمن المؤكد أنه سيكون للهجوم على إيران انعكاسات إقليمية ودولية قد تغير الخريطة الاستراتجية العالمية، كذلك قد يكون هذا الهجوم هو السبيل الوحيد لوقف سعي إيران للحصول على السلاح النووي.

·       ثمة إجماع بين دول الغرب على أمرين، هما: عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وعدم وجود رغبة أو قدرة على تدمير قدرات إيران النووية. ومثل هذا الإجماع يلبي بصورة جزئية ما تريده إسرائيل، فهذه الأخيرة مقتنعة، استناداً إلى تصريحات زعمائها، بأنها تملك القدرة على وقف السباق الإيراني نحو السلاح النووي، ولو بصورة موقتة.

·       إن الخلاف مع إسرائيل لا يتعلق بالقدرة [على وقف المشروع النووي الإيراني بالقوة]، وإنما برفض الدول الغربية، بالإضافة إلى روسيا والصين، السماح لإسرائيل بالتحكم بالاستراتيجية العالمية. وبناء لذلك، لا تهدف قمة بغداد إلى إزالة خطر السلاح النووي الإيراني فقط، بل إزالة الخطر الاستراتيجي الإسرائيلي أيضاً.

·       ويمكننا منذ الآن الافتراض أن قمة بغداد لن تحقق كل ما نتطلع إليه، أي إنهاء الأزمة ووقف تخصيب اليوارنيوم على درجة عسكرية ومنع إنتاج إيران للسلاح النووي.

وعلى الرغم من ذلك، ينبغي لنا، بالإضافة إلى الخيار العسكري الإسرائيلي أو العالمي، أن ندعم المسعى الدبلوماسي، وأن نسمح بظهور مسار للحل لا يستند إلى استخدام القوة. وعلى إسرائيل تحديداً، التي نجحت في تجنيد العالم ضد إيران، ألاّ تقف اليوم ضد المسعى الدولي الذي يهدف إلى الدفاع عنها.