من دون دعم المجتمع المدني لا يستطيع جيش سنة 2007 العودة إلى روح جيش سنة 1967
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا حاجة إلى انتظار تقرير لجنة فينوغراد كي نفهم أن الجيش الإسرائيلي يواجه محنة. القيادة العليا جيدة، لكنها تفتقر إلى الإبداع. والقيادة المبتدئة واعدة، إلا إن ثقتها بالنفس متدنية. المقاتلون لا يزالون متحمسين، لكن بعضهم يائس. الوسائل المطلوبة ليست متاحة دائماً. هناك نقص في الإبداع، ونقص في التصميم، وليس هناك شعور بالتميز. المنظمة بيروقراطية بصورة مفرطة والانضباط ضعيف. إن الجيش الذي يجد نفسه يخوض حرباً صعبة يجب ألا يبدو على هذا النحو.

·      منذ الفشل في لبنان، قام الجيش الإسرائيلي بما لم تقم به سائر مؤسسات الدولة. لقد أجرى تحقيقات داخلية وأدخل تحسينات وتحمل المسؤولية. إنه يحاول إعادة تأهيل نفسه.

·      لكن الجيش الإسرائيلي وحده لا يستطيع القيام بهذه المهمة. ومن دون دعم المجتمع المدني لا يستطيع جيش سنة 2007 العودة إلى روح جيش سنة 1967. ومن دون التعاون الوثيق مع الجبهة الداخلية لا يستطيع الجيش أن يتحول من جيش جريح تعرض لضربة إلى جيش منتصب القامة ومنتصر. والسبب في ذلك بسيط، وهو أن الجيش ليس المسؤول عن الأمراض التي سيطرت عليه. وهو ليس المسؤول عن كون مهمته الرئيسية منذ 40 عاماً هي احتلال، ومنذ 20 عاماً تمنع الدولة عنه خيرة أبنائها والجزء الأكبر من مواردها.

·      هناك مجال لانتقاد الجيش الإسرائيلي. لكن النقد يجب أن يكون ضمن سياق. والسياق هنا هو السياق الاجتماعي- الثقافي. إن الأخلاقيات الجديدة في المجتمع الإسرائيلي تتسم بالفردية المتطرفة وطغيان الرأسمالية والعدمية. هذه الروح تمزق التضامن الاجتماعي وحس الشراكة في المصير الوطني وتفسد السياسة وتزعزع تماسك الجمهور. كما أنها تمنع جيشاً شعبياً مثل الجيش الإسرائيلي من الاستمرار في أداء دوره.

·      على المجتمع الإسرائيلي أن يدرك أن من المستحيل البقاء في هذا المكان من دون فهم أهمية الشراكة والتجند للقضية. ولن يكون من الممكن الاعتماد على حقيقة أن الجيش سيكون ممتازاً من دون أن يخدم فيه خيرة الشعب. لن يكون من الممكن أن نعيش حياة المتعة والرخاء هنا من غير أن ندعم الجيش الذي يدافع عن كل ذلك.