من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
يجري رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس في الآونة الأخيرة اتصالات مكثفة مع القيادة الفلسطينية تهدف إلى استئناف المفاوضات المباشرة ومنع الأزمة المتوقع أن تندلع في أيلول/ سبتمبر المقبل، في حال اتخذت الجمعية العامة في الأمم المتحدة قراراً تؤيد فيه إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 من جانب واحد. وتتم هذه الاتصالات من خلال التنسيق الكامل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وعلمت صحيفة "هآرتس" أن بيرس عقد يوم الثلاثاء الفائت اجتماعاً مطولاً مع صائب عريقات، رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، وأن كليهما استعرضا خرائط تتعلق بالضفة الغربية والقدس الشرقية، وذلك في محاولة لبلورة معادلة تتجاوز الخلافات بين الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] بشأن اعتماد خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967 كأساس لمفاوضات الحل النهائي.
وعلى الرغم من أن هذه الاتصالات تجري بالتنسيق مع رئيس الحكومة إلا إن بيرس يؤكد في الأحاديث المغلقة أنه غير راض عن سياسة نتنياهو، ويحذّر من تداعيات الأزمة المتوقعة في أيلول/ سبتمبر على إسرائيل.
من ناحية أخرى أكد مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس" أن حملة الاحتجاج الاجتماعية التي تشهدها إسرائيل منذ أسبوعين تقلص حيّز المناورة الذي يملكه نتنياهو في مقابل اليمين المتطرف في حزب الليكود وفي الائتلاف الحكومي، ولذا فإن بيرس قرّر أن يكون ضالعاً أكثر في العملية السياسية.
وتطرق بيرس في اجتماعاته مع عريقات إلى إمكانيات تبادل الأراضي، وإلى طرق تعويض الفلسطينيين عن ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية إلى إسرائيل، بحيث تكون مساحة الدولة الفلسطينية التي ستقوم مماثلة لمساحة الضفة الغربية وقطاع غزة.
ورفض ديوان رئيس الدولة وديوان رئيس الحكومة الإدلاء بأي تعقيب على هذا النبأ، لكن مصدراً فلسطينياً رفيع المستوى في رام الله أكد لصحيفة "هآرتس" أن عريقات التقى بيرس عدة مرات بما في ذلك هذا الأسبوع.