· في حزيران/يونيو 2009 اجتاحت إيران موجة من الاحتجاجات سميت "الثورة الخضراء". واللون الأخضر هنا رمز للمعارضة لا للإسلام.
· لكن النظام الإيراني اختار تزوير الانتخابات وتغيير هوية الفائز واستمرّ محمود أحمدي نجاد في الحكم. يومها قال الشعب الإيراني كلمته مرتين: مرة في صناديق الاقتراع وأخرى في الشارع، لكنه خسر في المرتين.
· يومها قتل 72 شخصاً في الاضطرابات التي استمرت أسبوعين. وحينها فوجئ العالم بضخامة الاحتجاجات، وتحولت "الحركة الخضراء" إلى حمراء لا بسبب الغضب، ولكن بسبب الدماء التي سالت. وعلى الرغم من أن أحداً لم يكن يعلم إلى أين سيوصل كل ذلك، إلا أن حركة الاحتجاج وفرت أملاً حقيقياً بالتغيير.
· لم يفهم أوباما دلالة الأحداث في طهران، أو أنه أراد أن لا يفهمها. أما الإدارة الأميركية فقامت بصورة روتينية بانتقاد النظام الإيراني، وفضلت أن تدفن رأسها في الرمال. وسوف يتذكر التاريخ أحداث حزيران/يونيو 2009 بوصفها فرصة كان يمكن من خلالها إحداث تغيير، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
· وفي إيران لا شيء يتغير، يذهب رئيس ويأتي غيره، لكن المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، وريث الخميني باق إلى الأبد.
· المفاوضات النووية التي جرت بين إيران والدول الكبرى والتي آمن بها أوباما إيماناً كبيراً، لم تسفر عن شيء سوى أنها أضافت على جوازات سفر المشاركين تأشيرات دخول إلى سويسرا وتركيا والعراق وروسيا وكازخستان [البلدان التي انعقدت فيها جولات مفاوضات خلال الفترات الماضية]، وبالكاد استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام.
· اليوم في 14 حزيران/يونيو 2013، تتوجه إيران إلى صناديق الاقتراع، يجري هذا في وقت يغلي الشرق الأوسط من حولها. ففي سورية تجاوز عدد القتلى 90,000 قتيل، وفي تركيا لا يزال المتظاهرون يحتلون ساحة تقسيم في أسطنبول، وفي طرابلس شمال لبنان تدور الاشتباكات بين السنة والعلويين، وفي مصر مؤشرات تدل على احتمال وقوع مواجهات جديدة بين الجيش والإخوان المسلمين.
· إيران اليوم أكثر تطرفاً مما كانت عليه سنة 2009، وهي لا تعتبر مشروعها النووي وسعيها الخفي للحصول على القنبلة النووية ضرورياً لبقائها وصمودها فحسب، بل هو موضوع يتعلق بالعزة الوطنية.
· تلعب طهران دوراً أساسياً في الثورة السورية فهي تدعم الأسد علناً وتغدق عليه الأموال وتزوده السلاح وترسل إليه القوات من خلال وكيلها في المنطقة حزب الله. وهناك من قال إن إيران ليست مستعدة لأن تخسر في سورية ما ربحته في العراق، حيث جزء كبير من القيادة الشيعية بات مرتبطاً بها.
· ومما لا شك فيه أن إيران تبدو اليوم ضعيفة داخلياً بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، لكنها قوية خارجياً، وهذا قد يتبدل، إذ لا يستطيع "البلاشفة الإسلاميون" [أي رجال الدين في طهران] مواصلة سيطرتهم على شعب كان جزءاً من امبراطورية وبرز منه شعراء كبار مثل عمر الخيام.
· وفي النهاية، فإن هذا النظام الإيراني لا بد أن يسقط عندما تخرج الجماهير إلى الشارع.