قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن دولة إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لمنع تكرار المحرقة النازية، ولن تترك مصيرها مرهوناً بيد آخرين.
وجاءت أقوال نتنياهو في كلمة ألقاها في أثناء حفل التدشين الذي أقيم أمس (الخميس) لمعرض دائم جديد باسم "المحرقة" في الجناح 27 (الجناح اليهودي) من معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز - بيركناو في بولندا، أكد فيها بوضوح مشيراً إلى النظام الإيراني، أنه لا تزال هناك جهات "تعلن على رؤوس الأشهاد نيتها القضاء على الملايين من اليهود ومحو دولتهم من وجه الأرض، غير أننا الآن أصحاب دولة مستقلة وجيش قوي، الأمر الذي يتيح لنا إمكان الدفاع عن شعبنا والتصدي بحزم لأي نية خبيثة وإجرامية كهذه. ولا شك في أن مجرد وجود القدرة والاستعداد لدينا لحماية أنفسنا هو أهم ما يميّز وضعنا في الوقت الحالي عما كان عليه اليهود في الماضي".
واتهم رئيس الحكومة قادة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بعدم التصدي للمحرقة في الوقت الملائم، وقال: "كان قادة الحلفاء على علم بالمحرقة لحظة وقوعها، كما أنهم أدركوا تمامًا ما كان يجري في معسكرات الإبادة، وطُلب منهم العمل لوقف ذلك كله، وكان بإمكانهم كبحه، لكنهم لم يفعلوا ذلك".
وأضاف: "إننا كيهود نستخلص من ذلك عبرة واضحة فحواها أنه لا يجوز لنا أن نكون غير مبالين إزاء أي تهديد بالقضاء علينا. ولا يجوز لنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال، أو نستند إلى فرضية قيام الآخرين بالعمل اللازم من أجلنا، بل يجب علينا أن نطلق صرخة إنذار مسبقة، ونسعى إلى حشد العالم ضد أي نية لتدميرنا. غير أنه قبل أي اعتبار آخر، لا يجوز لنا أن نصبح عاجزين عن المقاومة، وأن نترك مصيرنا رهنًا بيد آخرين. لذا، فإننا نرصد الخطر في موعده، ونتأهب للدفاع عن أنفسنا من خلال الاعتماد على قوانا الذاتية".
وشدّد نتنياهو على أن معاداة اليهود لا تزال قائمة، وعلى أن مفاهيم التفوق العنصري استُبدلت بمفاهيم التفوق الديني، وعلى أن لامبالاة العالم إزاء هذه المعاداة مستمرة هي أيضاً، فضلاً عن أن نهج التردد السياسي الذي اتبعته الدول المتنورة وتسبب بردعها عن التحرك ضد الأنظمة المتطرفة، لم يتغير.
في المقابل شدّد على أن الشيء الوحيد الذي طرأ عليه تغيّر حقيقي هو قدرة اليهود وعزمهم على التحرك دفاعًا عن أنفسهم للحؤول دون وقوع محرقة أخرى، مشيراً إلى أن هذه الحقيقة تحمّل الحكومات الإسرائيلية مسؤولية جسيمة ومستمرة للبحث عن أي طريق ممكن لضمان مستقبل دولة إسرائيل وأمنها في مواجهة كل من يتطلع إلى القضاء عليها.