هل الذي اغتيل في طهران عالم نووي خطير أم طالب هندسة بريء؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • على الرغم من مرور خمسة أيام على حادثة الاغتيال في طهران فإن الغموض بشأن هوية المستهدف بالاغتيال لم يتبدد. فقد ادعى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن الذي اغتيل هو عالم نووي، لكن الحكومة الإيرانية التزمت الصمت، بينما تضاربت التقارير في وسائل الإعلام الإيرانية. فهل الذي اغتيل هو د. داريوش رضائي (46 عاماً) من كلية الفيزياء في جامعة مشهد والعامل أيضاً في"منظمة الطاقة النووية في إيران" أم هو طالب هندسة لا علاقة له بالموضوع النووي؟
     
  • إن حادثة الاغتيال التي وقعت في طهران هي الرابعة من نوعها التي تشهدها العاصمة الإيرانية خلال الأشهر الأخيرة. وثمة قاسم مشترك لهذه الاغتيالات فهي لم تستهدف العلماء الذين هم على علاقة بالمشروع النووي الإيراني عموماً، وإنما كانت موجهة تحديداً ضد أولئك الذين يعملون في المجال المعروف باسم "مجموعة السلاح" (Weaponisation)- أي في المرحلة الأخيرة لإنتاج السلاح النووي حيث يجري تركيب المواد الانشطارية وجهاز التفجير في منظومة السلاح النووي (قنبلة، أو رأس حربي في صاروخ).
     
  • وتشير الدلائل إلى أن من يقوم بهذه الاغتيالات هو منظمة استخباراتية قوية وجريئة لا تتردد في التحرك داخل طهران وتملك قدرة على جمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد أهدافها ومراقبة تحركاتهم اليومية وصولاً إلى تنفيذ عملية الاغتيال.
     
  • إن معرفة هوية الشخص الذي اغتيل سيحدد ما إذا كانت عملية الاغتيال الأخيرة ناجحة أم فاشلة. فإذا كان الشخص عالماً نووياً كبيراً فإن هذا معناه أن العملية ناجحة وهي خطوة مهمة في الصراع ضد المشروع النووي الإيراني. لكن في حال لم يكن القتيل عالماً نووياً وتبين أنه طالب بريء في كلية الهندسة، فمعنى ذلك أن العملية كانت فاشلة جداً. وقد يدفع مثل هذا الفشل الجهة التي تقف وراء هذه الاغتيالات إلى وقف عملياتها، أو تعليقها فترة من الزمن. كما سيشكل هذا الفشل دافعاً لتحري الموضوع من أجل معرفة سبب وقوع الخطأ ومحاسبة المسؤولين عنه وحتى اقالتهم من منصبهم.
     
  • لقد اتهم لاريجاني الولايات المتحدة و"الصهاينة" بالاغتيال، وردت الناطقة باسم الخارجية الأميركية بنفي أي صلة لها بالحادثة، أما إسرائيل فقد التزمت الصمت، وقال وزير الدفاع إيهود بارك إن إسرائيل لن ترد على الاتهامات.
     
  • قامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الأعوام المنصرمة بتنفيذ أكثر من 25 عملية اغتيال ضد أعدائها. ففي الستينينات قامت هذه الأجهزة بمحاولات لاغتيال علماء ألمان عملوا في مشروع الصواريخ المصرية. وخلال السبعينيات والثمانينيات قُتل في ظروف غامضة عدد من العلماء الذي عملوا في المشاريع النووية والصاروخية العائدة لصدام حسين. كما اغتيل عدد من قادة الإرهاب من الفلسطينيين في تلك الفترة في عمليات قيل أن الموساد هو الذي قام بها.
     
  • على الرغم من ذلك، تشهد الغرف المغلقة في أجهزة الاستخبارات جدلاً حاداً بشأن الفائدة من عمليات الاغتيال وما إذا كانت تحقق أهدافها. وعلى الرغم من عدم وجود جواب قاطع على المسألة، فإن المؤيدين لاستخدام سلاح الاغتيالات يعتبرونه الحل الأخير ويجب الحد من استخدامه. فإذا تبين أن الذي قُتل في طهران ليس الرجل المطلوب، فإن هذا سيزيد من حدة هذا الجدل.
     
  • وفي جميع الأحوال حتى لو تبين أن العملية ناجحة واستهدفت الرجل المطلوب، فإنها لن تمنع إيران من الحصول على السلاح النووي. إن العلماء في إيران أبرياء والقيادة السياسية في طهران هي المسؤولة عن الموضوع وعلى رأسها القائد الأعلى علي خامنئي. وعندما سيطلب خامنئي من علمائه تركيب القنبلة النووية، فإن إيران ستصبح الدولة الكبرى العاشرة التي تدخل إلى النادي النووي.