· أعتقد أن تأليف حكومة وحدة وطنية في الوقت الحالي كان خطوة جيدة بالنسبة إلى إسرائيل، ولولا تأليفها لكنا سنذهب إلى انتخابات مبكرة لا يرغب أي منّا في إجرائها، نظراً إلى ما ستبذّره من أموال طائلة، وإلى ما ستتسبب به من جمود في المجالات كافة، وذلك في ظل توقعات قوية بحدوث ركود اقتصادي في إسرائيل، وتفاقم أوضاع عدم الاستقرار الاقتصادي في العالم كله.
· ووفقاً لما أعلنه كل من رئيس الحكومة ورئيس الليكود بنيامين نتنياهو، ورئيس كاديما شاؤول موفاز، فإن حكومة الوحدة الوطنية أقيمت أساساً لحل مشكلتين من المشكلات الحادة التي تواجهها إسرائيل، وهما مشكلة طريقة الحكم، ومشكلة عدم انخراط جميع الفئات في صفوف الخدمة العسكرية. ولا شك في أن حكومة كهذه يمكنها أن تجد حلولاً لهاتين المشكلتين، غير أن ذلك يتطلب أولاً وقبل أي شيء التزاماً حقيقياً منها بذلك، حتى لو تطلب الأمر دفع ثمن باهظ. كما أنه يتطلب تأييد شركاء آخرين في الحكومة عدا الليكود وكاديما، فضلاً عن ضرورة الانضباط الصارم من طرف الائتلاف الحكومي كله.
· في حال نجاح حكومة الوحدة الوطنية في تغيير طريقة الحكم، وفي سن قانون جديد يوزّع تحمل أعباء الدولة على الجميع، فسيكون ذلك إنجازاً كبيراً من شأنه أن يغير وجه السياسة الإسرائيلية برمتها، وأن يؤثر كثيراً في مستقبل الدولة وطابعها العام.
وما يجب قوله هو أننا أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر في المستقبل، ولذا لا بد من دعم هذه الحكومة، وحثها على اتخاذ خطوات تخدم مصالح الشعب والدولة على المدى البعيد.