هل حزب العمل قادر على تزعم معسكر المعارضة في إسرائيل؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       إن الوقائع السياسية الجديدة تضع حزب العمل في رأس المعارضة، وتفتح أمام زعيمته إمكانات قيادية جديدة قبيل الانتخابات. ففي إثر دخول كاديما إلى الحكومة وتخليه عن موقعه في المعارضة، بات في إمكان حزب العمل تحسين موقعه، وذلك على الرغم من الأغلبية البرلمانية الساحقة التي يتمتع بها الائتلاف الحكومي، وضآلة دور المعارضة داخل الكنيست الحالي. والسؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: هل زعامة حزب العمل قادرة على القيام بهذا الدور؟

·       جاءت شيلي يحيموفيتش إلى زعامة حزب العمل من الإعلام، من دون خبرة سياسية وإدارية وتنظيمية، فهي من هذه الناحية تشبه يائير لبيد، لكنها تمتاز عنه بنظرتها الاشتراكية - الديمقراطية التي تبرز بوضوح في إطلالاتها العلنية. بيد أن أساس العمل في المعارضة لا يقوم على إلقاء الخطب أو توجيه النقد إلى الحكومة، وإنما يقوم، أساساً، على التنظيم والإدارة السياسية. وحتى الآن لم تنجح يحيموفيتش في أن تثبت قدرتها في هذا المجال، فهي تعتبر، كما تسيبي ليفني من قبلها، أن العمل في رئاسة الحزب أو في رئاسة المعارضة يقوم على جهد منفرد، في حين أنه يتطلب كثيراً من التنظيم وتوزيع العمل فضلاً عن اختيار الطاقم الملائم للقيادة.

·       وسواء أراد حزب العمل أن يقدم نفسه في الانتخابات المقبلة بصفته بديلاً من حزب الليكود، أو شريكاً في ائتلاف واسع بغير رئاسته، فإن عليه أن يتحدث أمام الجمهور بلغة واضحة وموحدة، الأمر الذي يستدعي تأليف طاقم قيادة يملك الكفاءة والخبرة في عدة مجالات.

·       كما يتعين على الحزب أن يحدد سياسته إزاء المفاوضات السياسية، والاقتصاد، والمسألة الإيرانية. فالمعارضة الحقيقة هي التي لا تكتفي بمهاجمة الحكومة، بل تقدم البدائل الملائمة والتحليلات، وتنقل رسائل واضحة إلى الجمهور، وتعرفه على أشخاص يمكن أن يشكلوا بديلاً من الزعامة السياسية الحالية. وليس ضرورياً أن يشكل هؤلاء "حكومة ظل"، وإنما يجب أن يظهروا أمام الجمهور بصفتهم ناطقين موثوقاً بهم فيما يتعلق بالموضوعات المكلفين معالجتها.

من دون وجود هذا الطاقم القيادي الذي يدعم رئيسة الحزب في المجالات التي ليست ضليعة فيها، لا أمل لحزب العمل بأن يشكل بديلاً من الحكومة الحالية، وبأن ينجح في الانتخابات المقبلة.