· يمكن القول إن الرسوم التوضيحية التي نُشرت يوم أمس (الأحد) بشأن المنشأة القائمة في إحدى القواعد العسكرية السرية الإيرانية بالقرب من العاصمة طهران، والتي تجري فيها تجارب تتعلق بتطوير أسلحة نووية، تشكل محاولة من طرف جهة مجهولة لإبراز حجم الخطر الكامن في البرنامج النووي الإيراني، ولممارسة الضغوط على الدول العظمى عشية جولة المحادثات القريبة بينها وبين إيران والتي من المتوقع أن تعقد في بغداد يوم 23 أيار/ مايو الحالي.
· ومعروف أن هذه المنشأة مشمولة ضمن أهداف عملية تقصي وقائع البرنامج النووي الإيراني، التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك جراء الاشتباه بكونها منشأة مركزية تحاول طهران منذ عدة أعوام أن تطور فيها رؤوساً حربية نووية. كما سبق لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نشرت في سنة 2006 معلومات تتعلق بعمل هذه المنشأة. ومع ذلك فإن المسؤولين في إيران ما زالوا مصرين على عدم السماح لمفتشي الوكالة الدولية بزيارتها.
· وما يجب قوله هو أن هذه الرسوم ليس من شأنها أن تؤثر في نتائج المحادثات بين الدول العظمى وإيران، وذلك على الرغم من أن مصادر إسرائيلية مطلعة أكدت أن الرسوم مطابقة لما يجري في هذه المنشأة فعلاً.
في الوقت نفسه من الواضح أن الهدف من توقيت نشر الرسوم هو مطالبة الدول العظمى بعدم التنازل عن أي مطلب من المطالب التي تطرحها إسرائيل فيما يتعلق بكبح البرنامج النووي الإيراني. وتطالب إسرائيل بأن توافق إيران على وقف جميع أعمال تخصيب اليورانيوم، وعلى إخراج اليورانيوم المخصب من أراضيها، وعلى تفكيك مركز التخصيب بالقرب من مدينة قم، وعلى السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة جميع المنشآت النووية ولا سيما المنشأة التي تحدثت عنها الرسوم بالقرب من طهران.