عام على حركة الاحتجاج الاجتماعي: الإنجازات والإخفاقات
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       بعد وقت قصير، يمر عام على حركة الاحتجاج الاجتماعي، وسأحاول، في ضوء التظاهرات التي جرت يوم السبت الماضي، تلخيص إنجازات هذا التحرك وإخفاقاته. فمن أهم إنجازات حركة الاحتجاج كبح ارتفاع أسعار الغذاء، وتخفيض بعض هذه الأسعار، وتأليف لجنة تراختنبرغ، وتطبيق الحكومة لبعض توصيات هذه اللجنة، ومن بينها تطبيق التعليم المجاني بدءاً من عمر 3 أعوام. أمّا أسعار شراء المنازل، وليس الإيجارات التي جُمدت عشية الاحتجاج، فإنها تشهد تراجعاً بطيئاً، الأمر الذي من شأنه أن يسر أنصار الاحتجاج لأنهم حققوا ما كانوا يصبون إليه.

·       مع ذلك، من الخطأ ألاّ نشير أيضاً إلى الأثمان السلبية المتوسطة والبعيدة المدى التي نتجت من الاحتجاج. فقد أدت وسائل النضال التي استُخدمت آنذاك، ومنها مقاطعة شركات وتشويه سمعة بعض رجال الأعمال، إلى تغيير الدورة التجارية في إسرائيل. فقد يكون الاحتجاج نجح في تقليص أرباح أرباب العمل والمستثمرين والعديد من رجال الأعمال نتيجة خفض الأسعار، إلاّ إن خفض الأسعار عن طريق الضغط على أرباب العمل وعلى الحكومة سيؤدي أيضاً إلى تقليص إيرادات الدولة من المداخيل ومن الضرائب وبالتالي إلى زيادة العجز، الأمر الذي سيزيد في المعاناة والركود الاقتصادي.

·       ولا بد من الإشارة هنا إلى غياب شعار أساسي عن تظاهرات يوم السبت، والذي قد يشكل المدخل الصحيح لمحاربة غلاء المعيشة والمحافظة على نوعية الحياة الاقتصادية، وهو المنافسة. فإذا أخذنا مثالاً على ذلك سوق الهواتف الخليوية لوجدنا كيف أدى انفتاح هذا السوق على المنافسة إلى انخفاض الأسعار وإلى تنافس الشركات فيما بينها لجذب الزبائن.

·       إن فتح المجال أمام المنافسة ومقاومة تحكم المحتكرين هما الحل الحقيقي لغلاء المعيشة.