تخوف من أن يؤدي إطلاق الأسرى الفلسطينيين إلى أعمال عنف تتسبب بانتفاضة ثالثة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • من المنتظر أن يجري هذا الأسبوع اطلاق 26 أسيراً فلسطينياً. وستكون عملية الاطلاق بعد 48 ساعة من موافقة الحكومة على قائمة بأسماء الأسرى، ومن المفترض أن يتم ذلك خلال ساعات الليل، إذ لا ترغب إسرائيل في رؤية الجماهير الفلسطينية وهي تستقبل الأسرى المحررين.
  • من المحتمل أن يستقبل الشارع الفلسطيني اطلاق الأسرى بفرح، او على العكس وقد يؤدي ذلك إلى بروز شعور بالاستياء عندما يتضح عدم وجود أسماء معينة على اللائحة. وفي موازاة عملية إطلاق الأسرى، من المنتظر أن تعلن إسرائيل الموافقة على البناء خارج الخط الأخضر.
  • في مواجهة هذا الأسبوع المشحون، لم يقم الجيش الإسرائيلي باستعدادات خاصة، فهو لم يقم بزيادة عدد قواته في الضفة الغربية، ولم يلغ الاجازات العادية. لكن على الرغم من ذلك، يدرك الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك [الأمن العام] أنه في أعقاب أحداث الفترة الأخيرة أصبح الوضع في المناطق متوتراً جداً، سواء في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي. ويلاقي الجيش الإسرائيلي يلاقي صعوبة في تحديد المسار الذي ستسلكه الأحداث ولا سيما في ضوء المعلومات المتناقضة جداً عن الوضع على الأرض.
    فعلى سبيل المثال، في نهاية الأسبوع الأخير انتهت الصلوات في أحد الأحياء اليهودية في الخليل من دون أي احتكاكات مع الجمهور الفلسطيني. لكن في السامرة ساد توتر كبير في أعقاب رمي قنبلة وهمية على باص إسرائيلي كان يمر بالقرب من قرية يعبد.
  • في نهاية الأسبوع أشارت تقديرات الأجهزة الأمنية إلى وجود "جو من الإرهاب" في المناطق يسهل عمليات القتل، مع أن الدافع قد يكون جنائياً (بعض الحوادث الأخيرة لم تتضح ظروفها بعد).
    ويبدو في جميع الأحوال أنه ليس وراء موجة الاعتداءات جهة تخطط لها، فالسلطة الفلسطينية ليست معنية بتشجيع موجة من الإرهاب حالياً، وحركة "حماس" التي تعاني من ضائقة كبيرة في قطاع غزة، لن تنجح في إشعال مناطق يهودا والسامرة من غزة.
  • وفي تقدير إسرائيل أن تحركات قوات الأمن الفلسطينية في الفترة الأخيرة كانت فعالة للغاية، إذ قامت هذه الأجهزة في الأسبوعين الأخيرين بعمليات اعتقال في مخيم اللاجئين في جنين، ويجري التنسيق بينها وبين قوات الأمن الإسرائيلية بصورة منتظمة. 
  • في نهاية الأسبوع أعلن الفلسطينيون توقيف خلية إرهابية في منطقة الخليل حاولت تطوير آلة قابلة للطيران يمكن تحميل مواد ناسفة عليها. ويبدو أن الأسبوع المقبل سيمر من دون مآسي كبيرة في يهودا والسامرة، ولا يبدو أن هناك انتفاضة في المدى القريب.
    لكن ثمة تخوف بعد بضعة أشهر من حدوث عدد من السيناريوات قد تؤدي إلى وضع جديد في الضفة الغربية. قد لا يكون هذا الوضع مشابهاً للانتفاضة الأولى (التي كانت شعبية في أساسها)، ولا للانتفاضة الثانية (التي امتازت بالإرهاب المكثف والمنظم)، وإنما لوضع أشبه بشيء بين الاثنين مع ارتفاع في عمليات الاخلال بالأمن وهجمات هنا وهناك.
  • ويمكن أن تولد وتتطور الانتفاضة الثالثة ببطء وتدريجياً، أو أن تتسارع عندما تصل المحادثات إلى حائط مسدود. وقد يؤدي وقوع هجمات جديدة أو أعمال استفزاز من جانب المستوطنين مثل إحراق مساجد إلى تسريع هذا المسار.
  • لكن السيناريو الذي تتخوف منه الأجهزة الأمنية هو نجاح محاولة خطف جنود أو مدنيين إسرائيليين في يهودا والسامرة وقطاع غزة، فخلال العامين الأخيرين أحبطت عشرات من محاولات الخطف، لكن الحوافز الفلسطينية للقيام بذلك لا تزال قوية، ومن المحتمل في مرحلة معينة أن تنجح إحدى هذه المحاولات.