خضوع نتنياهو للضغط الأميركي لتقديم تنازلات للفلسطينيين سيجعله يخسر تأييد الجمهور
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • تعكف الحكومة الإسرائيلية في الوقت الحاضر على دراسة المرحلة الثانية من عملية اطلاق المجرمين الفلسطينيين. حتى الآن لم تبرز أي دلائل على الاستعداد للتوصل إلى تسوية من جانب السلطة الفلسطينية في أي من الموضوعات، بينما تتواصل حملات التحريض ضدنا من دون توقف.
  • وعلى الرغم من المشكلات الكبيرة التي تواجهها الولايات المتحدة في إيران والشرق الأوسط، يواصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري والزعماء الغربيون الآخرون بصورة سريالية الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات. وقد أبلغ كيري رئيس الحكومة نتنياهو أنه في حال وصلت مفاوضات السلام إلى أزمة، فإن هذا سيؤدي إلى حملة دولية لنزع  الشرعية عن إسرائيل. وفي استطاعتنا أن نتخيل مضمون الرسائل الأخرى الموجهة من الغرب إلى إسرائيل مثل التلميح بالامتناع عن دعم إسرائيل في مجلس الأمن، وحتى تأييد ادانتها ومقاطعتها في المستقبل.
  • لكن أكثر ما يثير القلق هو الضغط الأميركي غير الأخلاقي على حكومتنا كي توافق على اطلاق قتلة متوحشين من أجل "رفع معنويات الفلسطينيين"، و"تشجيعهم" على المشاركة في المفاوضات. لم يسبق أن شهد التاريخ أن أقدمت دولة هزمت خصماً أراد تدميرها على القيام "بمبادرات حسن نية" مذلة بهذا القدر. كما أن وضع هذا المطلب شرطاً لبدء المحادثات من شأنه أن يثير الشك في عملية السلام كلها، ويجعل تقديم تنازلات من جهتنا بمثابة مهزلة كبيرة.
  • إن تقديم إسرائيل التنازلات لم يؤدّ قط إلى نتائج إيجابية ـ لا اتفاقات أوسلو، ولا المقترحات الاستثنائية التي قدمها رئيسا الحكومة إيهود باراك وأولمرت وقضت بالانسحاب من جميع المناطق المختلف عليها تقريباً، ولا الانفصال عن قطاع غزة. وفي الواقع، فإن جميع هذه التنازلات الأحادية الجانب رفعت سقف المطالب بحيث صار ما يقترحه الأميركيون اليوم هو أن تكون النقطة الأساسية في اتفاق السلام هي خطوط وقف إطلاق النار التي لا يمكن الدفاع عنها والعائدة إلى سنة 1949، مع "تبادل للأراضي".
  • وإذا كان الرئيس أوباما نجح في اخضاع إسرائيل كي تقدم تنازلات في موضوع حساس ومختلف عليه مثل اطلاق مجرمين- الأمر الذي لا يمكن أن تقبل به اي دولة ذات سيادة وبالتأكيد لا تقبله أميركا لنفسها - فإن حظوظ نجاح عملية السلام تتضاءل. وسيجعل تراجع نتنياهو أمام الضغط الأميركي الجمهور الإسرائيلي ينسى بسرعة سيره على حبل دبلوماسي دقيق مع أوباما خلال ولايته السابقة، وسيؤدي إلى عدم الثقة به ودعوته إلى الاستقالة.
    قد يكون من السهل على المعلق الذي لا يتعرض للضغوط التي تمارس على نتنياهو وليس مطلوباً منه اتخاذ قرارات تؤثر في أمن الدولة، إدانة هذه التنازلات. ومن المحتمل مستقبلاً عندما تتضح الحقائق، أن نقتنع بأنه لم يكن أمام زعمائنا خيار آخر.
  • ولكن إذا اضطر رئيس الحكومة إلى القيام بهذه التنازلات الخطيرة الأحادية الجانب، فإن مخاوفنا بشأن المحادثات السرية التي ستتواصل خلال التسعة أشهر المقبلة ستتحقق. لقد وصفت وزيرة العدل تسيبي ليفني اطلاق الأسرى بأنه "خطوة شجاعة". ومن دون ضغط كبير من الجمهور، فإن نتنياهو قد يخضع للأميركيين في نهاية الأمر، وسوف نجد أنفسنا أمام حقيقة منتهية من نوع "الكل أو لا شيء".
  • وهكذا بعد أن فشل الفلسطينيون في زعزعة صمودنا بواسطة الإرهاب والعنف، يسعون اليوم إلى تفكيك دولتنا على مراحل بواسطة العمل الدبلوماسي. يجب علينا أن نوضح أننا لسنا مثل تشيكوسلوفاكيا، وأن هناك حدوداً لاستعدادنا لتقديم تنازلات. ويجب على حكومتنا أن تشدد على أن أغلبية الإسرائيليين مع السلام، لكن على جيراننا التوقف عن التحريض ضدنا.
  • لن نخاطر بحياة أولادنا بالتنازل عن حاجاتنا الأمنية، بينما نصف الفلسطينيين تسيطر عليهم "حماس". وعلينا دعوة أصدقائنا وحلفائنا وبصورة خاصة  الزعامات اليهودية في الولايات المتحدة إلى مطالبة الولايات المتحدة بمواجهة الفلسطينيين بالموضوعات الجوهرية التي تعرقل الطريق أمام عملية السلام الحقيقية وهي: الاعتراف بالدولة اليهودية، التنازل عن حق العودة، إنهاء الدعاية الداخلية المعادية للسامية ولإسرائيل، وتعليم الفلسطينيين التعايش والسلام.