عودة إسرائيل إلى مجلس حقوق الإنسان يخرجها من العزلة ويحسن مكانتها الدولية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أنشئ مجلس حقوق الإنسان سنة 2006 كي يحل محل مفوضية حقوق الإنسان. وعلى خلاف الهيئات التابعة للأمم المتحدة التي تراقب تطبيق شرعة حقوق الإنسان وتتألف من خبراء مستقلين، فإن مجلس حقوق الإنسان يتألف من دول، لذا فإن قراراته عرضة للتسييس أكثر من الهيئات الأخرى.
- وعلى الرغم من أن المجلس لم يكن على مستوى التطلعات المنتظرة منه بسبب الأجواء السياسية التي تسوده، فإنه يعتبر من أهم الهيئات الدولية العاملة من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعتبر جلسات الاستماع الدورية التي يعقدها- والتي يجب على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة حضورها- جزءاً من نظام حقوق الإنسان الدولي.
- لقد قطعت إسرائيل علاقاتها مع المجلس في آذار/مارس 2012 بمبادرة من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان كخطوة احتجاجية على نية المجلس تشكيل لجنة لدرس المستوطنات في الضفة والقدس الشرقية. لكن في الأيام الأخيرة تعرضت إسرائيل إلى ضغوط كبيرة كي تعود لحضور جلسات الاستماع الدورية. وفي الواقع، فإذا قررت إسرائيل عدم الحضور ستكون أول دولة تقاطع المجلس. وقد حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فسرتفيلا في رسالة عاجلة بعث بها إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من أن هذه الخطوة من شأنها أن تلحق ضرراً سياسياً كبيراً بإسرائيل، وسيكون من الصعب على أصدقاء إسرائيل مساعدتها.
- إن القرار الذي اتخذه ليبرمان من دون مناقشة المجلس الوزاري أو موافقة الحكومة، لقطع العلاقة بالمجلس كان قراراً خطأ. إذ حتى لو كان المجلس يتخذ مواقف متحاملة بصورة غير منطقية ضد إسرائيل، فإن هذا لا يشكل سبباً لمنعه من تشكيل لجنة لدراسة المستوطنات- التي تشكل جزءاً من نظام التمييز ونهب أراضي السكان الفلسطينيين- أو لقطع العلاقة بهيئة دولية مهمة كهذه.
- كما أن عدم حضور إسرائيل جلسات الاستماع الدورية كان خطوة خطأ، ليس بسبب الانتقادات الدولية التي يمكن أن تجرها مثل هذه الخطوة، بل لأن حضور جلسات الاستماع يساهم في الحد من التحيز السياسي ضد إسرائيل، ويساهم في الدفاع عن المصالح الإسرائيلية مثل الانضمام إلى مجموعة الدول الأوروبية في المجلس. فإسرائيل اليوم ليست عضواً في أي من المجموعات الإقليمية، الأمر الذي يتسبب بعزلتها ويجعل من الصعب جمع التأييد لخطواتها السياسية.
- لذا يمكن القول إن قرار نتنياهو والحكومة الإسرائيلية الإصغاء إلى ألمانيا وحضور جلسات المجلس قرار مهم لأنه يخدم مصالح إسرائيل ويحسن مكانتها الدولية.