فتح ملف عرب 48 من جديد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • قبل 13 عاماً وضع لطفي مشعور [صحافي وإعلامي فلسطيني توفي سنة 2006] شعار "يوم الاستقلال الإسرائيلي هو يوم النكبة بالنسبة إلى الفلسطينيين". وشكلت أحداث ذكرى يوم النكبة هذا العام دليلاً جديداً على أهمية هذه الذكرى التي تحولت إلى أساس صلب ليقظة الشعور الوطني لدى الأقلية العربية في إسرائيل.
     
  • وقد أظهرت اتفاقات أوسلو لعرب إسرائيل التناقض بين هويتهم الإسرائيلية وبين هويتهم العربية ـ الفلسطينية. وكان وراء فتح ملف 1948 من جديد أربعة مبادىء أساسية، هي: المفهوم الجديد لوضع عرب إسرائيل بصفتهم أقلية قومية لها حقوق جماعية؛ تحول الذكرى التاريخية للنكبة إلى حدث مؤسس لهويتهم القومية؛ تركيز النضال الشعبي على المطالبة بملكية الأرض؛ طرح المطالبة بعودة اللاجئين من عرب إسرائيل أو"اللاجئين في وطنهم" إلى أراضيهم.
     
  • وقد تسارعت هذه التوجهات منذ نهاية التسعينيات، وكشفت الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين العرب وقوات الشرطة في تشرين الأول/أكتوبر 2000 عن هشاشة العلاقات بين اليهود والعرب، وعززت مخاوف اليهود، وزادت من غضب الجانب العربي وإحباطه.
     
  • إن عجز الحكومة عن ردم الثغرات القائمة بين العرب واليهود، واستمرار سياسة التمييز والغبن في حق العرب، عمّقا شعور العرب بالإقصاء. كذلك ساهمت عملية "الرصاص المسبوك" في زيادة مشاعر التضامن التي تربط عرب إسرائيل بإخوانهم في المناطق [المحتلة]، وأعطى تصاعد قوة الحركة الإسلامية ونضالها من أجل الدفاع عن قدسية الأماكن الإسلامية في القدس مضموناً جديداً للتضامن مع النضال الفلسطيني. من جهة أُخرى، وساهم صعود اليمين في إسرائيل، ووصول حزب "إسرائيل بيتنا" إلى السطة، وقيامه بعدد من المبادرات الرامية إلى حرمان العرب في إسرائيل من حقوقهم، وتزايد مظاهر العنصرية وسط الجمهور اليهودي في ظهور تيار فكري يعترض على "نموذج 1948" ويقدم بديلاً منه.
     
  • ونشهد في الفترة الأخيرة رفض فكرة "دولتين لشعبين"، الأمر الذي يعني رفض يهودية دولة إسرائيل. ويساهم الموقف النقدي إزاء الهوية اليهودية للدولة في بروز بدائل أخرى تفضلها الأقلية العربية وفي طليعتها فكرة الدولة الثنائية القومية.
     
  • تشير هذه التوجهات إلى استمرار تطور المسار التاريخي للوعي الوطني وسط الفلسطينيين داخل إسرائيل، وتدل على التآكل الذي لحق بمواقف الزعامة العربية تجاه الدولة. لكن على الرغم من ذلك يجب النظر إلى هذه المسائل ضمن سياقها الصحيح، فثمة شك في أن تكون أغلبية الجمهور العربي في إسرائيل تؤيد فكرة الدولة الثنائية القومية على الرغم من استعداد هذا الجمهور للتظاهر من أجل تحقيقها.
     
  • لم تتغير السياسة الرسمية الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب في إسرائيل والقائمة على تحديد المسموح والممنوع، ولم تعمل الحكومات الإسرائيلية على تقديم بدائل إيجابية تلبي الحاجات المادية للمواطنين العرب من جهة، وتشكل إطاراً نظرياً لاندماجهم العادل داخل دولة إسرائيل اليهودية من جهة أخرى.
     
  • إن استمرار تجاهل البحث عن حلول سريعة من جانب اليهود، ومواصلة التطرف والتآمر ضد أسس الدولة اليهودية من جانب العرب، سيؤديان إلى تدهور داخلي سيدفع ثمنه الطرفان.