· مجموعة تعقد جلسة وتقرر شن حرب من دون أن تكون مدركة لمترتبات قرارها هذا. هذه هي الخطيئة الأصلية لحرب لبنان الثانية. وما يتضح من محاضر جلسات الحرب على لبنان (المنشورة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم) هو صورة حكومة تجري أبحاثاً ومداولات وهي معزولة تماماً عن الواقع.
· سيناريو الحرب كتبه، بصورة شبه حصرية، الجيش الإسرائيلي. أما المؤسسة السياسية فلم تقل إلا كلمة "آمين". وأسكت رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس كل من اعترض على السيناريو الذي عرضه الجيش. وما يثير القلق أكثر فأكثر أن صوت الذين فكروا بصورة مغايرة في صفوف الجيش لم يسمع في جلسات الحكومة.
· المحاولة الوحيدة للاعتراض على ما كان يجري أتت من الشخص صاحب التجربة الطويلة في الحكومة: شمعون بيرس. لكن عندما كان يطرح أسئلته لم يكن رئيس هيئة الأركان العامة يكلف نفسه الرد عليه، ولم يقم وزير الدفاع بإلزامه بالرد.
· على امتداد جميع المحاضر لم يكن وزير الدفاع حاضراً، ولم يكن له أي وزن في اتخاذ القرارات.
· في اليوم الأول من الحرب اتخذ قرار دراماتيكي بمهاجمة قواعد صواريخ حزب الله. وقد جرى الإعداد لذلك على مدار ست أو سبع سنوات. وقد كان رئيسا الحكومة السابقان، أريئيل شارون وإيهود براك، على علم به، وساهما في تطويره واعتبراه مشروعاً لساعات الطوارئ. وكان إغراء اللجوء إليه كبيراً في الماضي، لكنهما لم يفعلا ذلك، لأنه كان بمثابة الخطة المحفوظة لزمن الحرب. غير أن الحكومة قررت استخدام هذه الخطة من دون أن تدرك أن عليها الانتقال، في موازاة ذلك، إلى استخدام مصطلحات الحرب.
الجبهة الداخلية وجدت نفسها غارقة في خضم الحرب منذ يومها الأول، لكن الحكومة لم تجرِ نقاشاً جوهرياً واحداً في أحوال هذه الجبهة وحاجاتها المتنوعة.