تستحيل تسمية سقوط آلاف الصواريخ على إسرائيل "عملية" بل هو حرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      في حرب لبنان الثانية اعتقد البعض في الجيش الإسرائيلي، وأيضاً في مكتب وزير الدفاع، أن الحديث يدور عن عملية عسكرية واسعة النطاق، لكن الأمور سارت في اتجاه مغاير. فقد تطورت العملية العسكرية إلى حرب، وهذا أمر قرره عملياً حزب الله. ولأول مرة منذ حرب 1948 نجح العرب في مهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بقسوة. وقد سقطت آلاف الصواريخ على البلدات الإسرائيلية، وهذا يستحيل تسميته عملية.

·      العملية انتقلت من لبنان إلى إسرائيل وأصبحت حرباً لم تكن إسرائيل مستعدة لها. وإذا ما دققنا في التعريفات العسكرية يمكن القول إنها كانت حرباً محدودة. ومع ذلك فقد تمت إدارتها على المستوى الاستراتيجي مثل أي حرب، وكان لها هدف سياسي واضح. وهذا الأمر يجعلها مختلفة عن العملية العسكرية. والحقيقة القائلة بأن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعداً للحرب لا تجعلها عملية.

·      كانت حرب لبنان الثانية، من نواح كثيرة، جولة حربية أولى بين إسرائيل وإيران، التي خططت وبنت منظومة الصواريخ الهائلة الموجودة لدى حزب الله، بما في ذلك الصواريخ البعيدة المدى. كما أن سورية شاركت في القتال بصورة غير مباشرة، من خلال مساعداتها لحزب الله.

·      اللجنة الوزارية لشؤون الرموز والمراسم، برئاسة الوزير يعقوب إدري، فهمت أن من المستغرب بل حتى من المثير للهزء تسمية ما جرى في الصيف باسم "عملية تغيير اتجاه". فمن الواضح أن الاتجاه لم يتغير، ولن يفهم أحد في الأجيال المقبلة القصد من وراء اسم كهذا. إن ما جرى، بحسب ما قررت اللجنة الوزارية، هو "حرب لبنان الثانية". وما من شيء يضمن عدم اندلاع حرب لبنان الثالثة في المستقبل.