يظهر استطلاع لصحيفة "معاريف" أن رئيس الليكود بنيامين نتنياهو، يحظى بثقة عالية لدى الجمهور الإسرائيلي. فهو يقترب من نسبة تأييد تقارب الـ 50% متقدماً على جميع منافسيه المحتملين في الأهلية لشغل منصب رئيس الحكومة، في حين أن المنافسة الوحيدة القوية له هي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. ويمكن القول إن السياسة الذكية لنتنياهو، الذي يدير حملة معارضة خالية من الأخطاء، تؤتي أكلها.
غير أن ذلك كله قد ينقلب رأساً على عقب، لأن من الواضح منذ الآن أن إيهود أولمرت لن يقود كديما في الانتخابات المقبلة، كما أن عمير بيرتس لن يقود حزب العمل فيها، وسيكون هناك أشخاص آخرون أمثال عامي أيالون وإيهود براك في حزب العمل، وتسيبي ليفني أو مسؤول آخر رفيع المستوى في كديما. وعندما سيُسأل المستطلعون كيف سيصوتون عندئذ فإن الصورة ستتغير. ويظهر الاستطلاع أن مع أيالون وليفني في رئاسة حزبي العمل وكديما على التوالي سيكون هناك تعادل بين الأحزاب الثلاثة الكبرى، بحيث لن يفوز الليكود بأكثر من 23 مقعداً، وسينجح براك أو أيالون في الفوز بمقاعد أكثر مما لدى حزب العمل حالياً، في حين ستتمكن ليفني من كبح انهيار كديما.
عموماً ثمة فضل كبير للوزيرة ليفني في الهدوء النسبي السائد حالياً في حزب كديما الحاكم. فقد فهم زعماء الحزب فجأة أن هناك خياراً آخر غير أولمرت. وأن من المحتمل جداً أن يغرق قبطان السفينة، لا السفينة كلها. وعملياً، بحسب هذا الاستطلاع، فإن الجمهور الإسرائيلي يقول لحزبي العمل وكديما أمراً واضحاً هو أنهما سائران لا محالة إلى الخسارة مع قائديهما الحاليين، لكن إذا تم استبدالهما فمن المحتمل جداً أن يغفر هذا الجمهور لهما أخطاء السنة الأخيرة.