من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· قبل أربعين عاماً، وفي ذروة المعركة الرئاسية الأميركية، تحدث سفير إسرائيل في واشنطن آنذاك إسحاق رابين عن المساعدة الكبيرة التي تحصل عليها حكومته من الرئيس ريتشارد نيكسون [مرشح الحزب الجمهوري آنذاك للرئاسة]. وليس مستبعداً أن كلام رابين المؤيد لنيكسون ساهم في حصول هذا الأخير على 35٪ من أصوات اليهود الأميركيين في انتخابات سنة 1972، وأن يكون هذا الكلام هو الذي دفع نيكسون إلى إرسال قطار جوي لمساعدة إسرائيل خلال حرب يوم الغفران [حرب تشرين/أكتوبر 1973].
· وعلى أية حال، فقد رد الحزب الجمهوري دينه لإسحاق رابين بعد نحو 20 عاماً، وذلك عندما لم يخفِ الرئيس الأميركي جورج بوش الأب نفوره من رئيس الحكومة آنذاك إسحاق شمير بسبب خلافهما بشأن عملية السلام وضمانات القروض من أجل استيعاب الهجرة [من الاتحاد السوفياتي]. وثمة من يعتقد أن الغالبية الضئيلة التي فاز بها رابين على شامير في ذلك الوقت سببها التخوف من ازدياد التوتر بين واشنطن وتل أبيب. إلاّ إن هذا لم يمنع اليهود الأميركيين من معاقبة جورج بوش الأب الذي لم يحصل في انتخابات سنة 1992 على أكثر من 11٪ من أصواتهم وخسر الانتخابات أمام بيل كلينتون.
· بعد مرور أربعة أعوام، تدخل كلينتون بطريقة مخجلة في المعركة الانتخابية في إسرائيل إلى جانب شمعون بيرس [مرشح حزب العمل آنذاك]، وذهب إلى حد الدعوة في خطاب ألقاه قبل 24 ساعة على الانتخابات الإسرائيلية إلى الاقتراع لمصلحة السلام. [أي بيرس]
· وكما هو معلوم لم تنجح تدخلات كلينتون، وعندما فاز نتنياهو في الانتخابات لم يسامحه على ذلك ولم ينس ما حدث. ويمكننا الافتراض أن أحد الأسباب التي دفعت نتنياهو اليوم إلى تقديم موعد الانتخابات هو رغبته في تحصين نفسه في وجه النيات السيئة للرئيس الديمقراطي الذي لا يكن له الود. إن ما يسعى له نتنياهو هو تحقيق فوز سريع في الانتخابات، ولا سيما في هذه الفترة التي يناضل فيها أوباما للحصول على أصوات اليهود، وفي حال فوز نتنياهو، الأمر الذي تجمع عليه الآراء، فإنه سيستطيع اتخاذ موقف في الانتخابات الأميركية من موقع قوة، وسيكون في إمكانه التدخل في اللحظة الحرجة إلى جانب صديقه ميت رومني إذا شعر بأن ذلك سيساعد في ترجيح كفته.
· من جهة أخرى أظهرت نتائج استطلاع نُشرت هذا الأسبوع أن 61٪ من اليهود سيصوتون لمصلحة أوباما في مقابل 28٪ لرومني، وهذا يعني استمرار تأييد اليهود للرئيس أوباما. ولم يلتفت أحد إلى انخفاض نسبة هذا التأييد عما كانت عليه في سنة 2008، إذ بلغت آنذاك 78٪.
في جميع الأحوال، فإن حدوث معركتين انتخابيتين في وقت واحد قد يخلق وضعاً سياسياً قابلاً للانفجار، ولا سيما فيما يتعلق بالمشكلة الإيرانية. إذ ستفسّر أية تصريحات استفزازية لنتنياهو من جانب البيت البيض بأنها محاولة لزيادة التوتر والتسبب برفع أسعار النفط، وهو ما سيؤذي الاقتصاد الأميركي ويقوي موقف رومني.