· فسر كثرون قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تقديم موعد الانتخابات العامة المقبلة للكنيست على أنه إشارة إلى إرجاء شن هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية. لا أعرف ما إذا كانت إسرائيل ستهاجم هذه المنشآت أصلاً، ذلك بأن الهدف من التهديد بمهاجمتها الذي أطلقه كل من رئيس الحكومة، ووزير الدفاع إيهود باراك، على نحو مكثف، كان حث العالم على التصدي للبرنامج النووي الإيراني، وليس شن هجوم عليها، ويمكن القول إن هذا الهدف قد تحقق بنجاح كبير.
· في الوقت نفسه لا أرى أن ثمة أي علاقة بين تقديم موعد الانتخابات العامة وبين إرجاء شن هجوم على إيران، في حال وجود نية حقيقية لدى إسرائيل لشن هجوم كهذا. ومعروف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق مناحيم بيغن أقدم على قصف المفاعل النووي العراقي سنة 1981 عشية معركة انتخابات عامة في إسرائيل. وعندما سئل في وقت لاحق عن هذا الأمر قال أنه كان يعرف أن منافسه في الانتخابات في ذلك الوقت شمعون بيرس، رئيس حزب العمل، وكبار جنرالات هيئة الأركان العامة، يعارضون قصف هذا المفاعل، ولذا فإنه في حال فوز بيرس وحزب العمل في تلك الانتخابات سيتم تجميد عملية القصف.
بناء على ذلك، يمكن أن يهاجم رئيس الحكومة إيران حتى عشية معركة انتخابات عامة، متذرعاً بالحجة نفسها التي تذرع بها بيغن، ذلك بأن منافس نتنياهو في هذه الانتخابات عضو الكنيست شاؤول موفاز [رئيس كاديما] وكبار الجنرالات في هيئة الأركان العامة يعارضون شن هجوم عسكري على إيران، وبالتالي فإنه في حال فوز موفاز في الانتخابات سيتم تجميد هذا الهجوم، ولذا لا بد من شنه الآن دفاعاً عن أمن إسرائيل.