من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
علمت صحيفة "هآرتس" من دبلوماسيين أوروبيين اشتركا يوم الخميس الفائت في اجتماع مغلق مع اللواء احتياط يعقوب عميدرور، رئيس "هيئة الأمن القومي" في ديوان رئيس الحكومة الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن عميدرور أكد خلال هذا الاجتماع أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها للحؤول دون تحوّل صواريخ S-300 الروسية المتطورة المضادة للطائرات، التي سيتم تزويد سورية بها، إلى صواريخ عملانية داخل الأراضي السورية.
وقال هذان الدبلوماسيان أنه يبدو أن هذه هي الخطوط الحمر التي تصر إسرائيل عليها فيما يتعلق بهذه الصواريخ، وأن عميدرور كشف النقاب عما تنوي إسرائيل أن تفعله في حال وصول هذه الصواريخ إلى أيدي سورية. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون قد أكد أول أمس (الثلاثاء) أن الحكومة الإسرائيلية تأمل بأن لا تقوم روسيا بتزويد سورية بهذه الصواريخ، لكن في حال تزويدها بها فإن إسرائيل ستعرف ما الذي يجب عليها أن تفعله.
وأشار الدبلوماسيان الأوروبيان أيضاً إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن روسيا ستزود سورية بهذه الصواريخ عاجلا أم آجلا، وذلك لأسباب لا تتعلق بالعلاقات الروسية- الإسرائيلية وإنما بعلاقات موسكو المتوترة مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على خلفية الأزمة السورية. وأضافا: "إن ما فهمناه من أقوال عميدرور هو أن إسرائيل باتت تدرك أنه لا يمكن الحؤول دون تزويد سورية بهذه الصواريخ، ولذا فإن الاتجاه الذي تسير نحوه إسرائيل هو أن تعمل ضد هذه الصواريخ بعد شحنها إلى هدفها لمنع تحولها إلى صواريخ عملانية".
ومعروف أن صواريخ S-300 هي من أكثر الصواريخ المضادة للطائرات تطوراً في العالم، ويبلغ مداها 200 كيلومتر، كما أنها مزودة بمنظومة رادارات متطورة للغاية. وتحتاج هذه الصواريخ إلى فترة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر كي تتحوّل إلى صواريخ عملانية.
على صعيد آخر، أكد الدبلوماسيان الأوروبيان أن عميدرور شدّد في الاجتماع المغلق نفسه على أن إسرائيل غير معنية بأن تتدخل في شؤون سورية، وأن الهدف الأكبر الذي يهمها من الناحية الاستراتيجية هو إضعاف كل من إيران وحزب الله، ولذا فإن السياسة الإسرائيلية إزاء الأزمة السورية يتم تحديدها بناء على ما يصب في مصلحة هذا الهدف.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يحرص كثيراً في الآونة الأخيرة على عدم الإدلاء بأي تصريحات علنية تتعلق بسورية، لكنه في الاجتماعات المغلقة التي يعقدها مع دبلوماسيين أجانب يؤكد خطورة تزوّد سورية بصواريخ S-300، ويشدّد على أن إسرائيل لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين في حال وجود صواريخ كهذه داخل الأراضي السورية. ومع أن نتنياهو لم يصرّح علناً حتى الآن بأنه فشل في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم تزويد سورية بهذه الصواريخ، إلا إن ما يقوله يشكل دليلاً على فشله الذريع في هذا الشأن.