· ستدفع إسرائيل ثمناً غالياً على مذبح التسويات والصفقات والمناصب السياسية، إذ بدلاً من أن تعمل على تحديد سلم أولوياتها على المدى البعيد، فإنها تقوم بتقليص ميزانيتها الأمر الذي من شأنه أن يلحق الضرر مستقبلاً لا بقوات الاحتياط فحسب، بل ايضاً قد يؤدي إلى اجتثاث القطاع الوحيد الذي نعتمد عليه كلنا، الجهاز الأمني.
· إن المس بتدريبات قوات الاحتياط، وتقليص مدة خدمة العناصر العسكرية، وتسريح النظاميين، والمس بالتزود بالسلاح وبتطويره، ستؤدي إلى خسائر بشرية. ولا أريد التفكيرفي السيناريوهات الأكثر سوءاًَ مثل عدم القدرة على حماية مواطني دولة إسرائيل.
· على مواطني إسرائيل أن يتعلموا من الأخطاء. فقد أثبتت حرب لبنان الثانية، وقبلها حرب يوم الغفران[ حرب تشرين/أكتوير 1973] أن هناك ثمناً باهظاً للغطرسة، وللثقة بالنفس، وللمس بقدرات المقاتل. إن السياسيين لدينا يترددون في رؤية أن الشرق الأوسط يشتعل، فهل تعتبر رغبتهم في أن يعاد انتخابهم وحاجتهم إلى توزيع الميزانية على القطاعات، أكثر أهمية بالنسبة إليهم من سكان الدولة وسلامة المقاتلين؟
· وفي الواقع، فإن استمرار الحرب الأهلية في سورية، قد يؤدي إلى نشوء دولة جهادية ودولة القاعدة في هضبة الجولان. أما سيناء فهي تستخدم منذ عامين مخزناً للسلاح، وحقلاً للتدريبات وإرسال المخربين (يبدو أن للزعيم المصري محمد مرسي جدولاً للأولويات خاصاً به لا يتضمن الدفاع عن حدود دولة إسرائيل). أما في لبنان وقطاع غزة، وعلى الرغم من جهود الأذرع الأمنية، فإن حزب لله و"حماس" يواصلان بناء قوتيهما. وفي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يوجد زعيم فلسطيني لا يتمتع بالزعامة، ولا يريد فعلاً التوصل إلى تسوية، ناهيك بأحمدي نجاد في إيران، وأردوغان في تركيا.
· إزاء هذا كله، يتعين علينا أن نسأل الأسئلة التالية: عما يجب أن نتنازل كي نواصل تطوير القبة الحديدية ومنظومات الدفاع ضد الصواريخ؟ وما هو الثمن الذي نحن مستعدون لدفعه كي تدرك كل أم أن مصير ابنها هو بين أيدي قيادة ملائمة وخبيرة ومدربة؟
· إن الاعتداد بالرأي والثقة بالنفس غير المفهومة لدى بعض السياسيين المبتدئين، من شأنهما أن يضعونا في مواجهة وضع من المستحيل تحمله، ولاسيما أن أعداءنا في الشرق الأوسط ينظرون إلينا عبر عدسات مكبرة، وينتظرون الفرصة للانقضاض علينا.
· على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المالية يائير لبيد أن يتحليا بالشجاعة التي يتحلى بها الجندي في ساحة المعركة الذي يدرك أن هدفه هو الدفاع عن مواطني دولة إسرائيل أينما كانوا.