دراسة أميركية تقترح على إسرائيل التخلي عن سياسة الغموض النووي، لردع إيران عن التزود بالسلاح النووي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       توصلت لجنة مقربة من الرئيس باراك أوباما في دراسة بعنوان "في حال فشل الخيارات كلها: تحديات تحول إيران إلى دولة نووية"، إلى خلاصة مفادها أنه "سيكون من غير الصائب وقوف واشنطن ضد انتقال إسرائيل إلى تبني سياسة نووية علنية". ويبدو أن هذه المرة الأولى التي تظهر فيها رسالة من واشنطن تعبر عن تفهم الإدارة الأميركية للردع الإسرائيلي العلني في مواجهة إيران وتشجيعها له.

·       تكمن أهمية الكلام هذا في أنه صادر عن "مركز الأمن الأميركي الجديد" الذي يرأسه كولين كوهيل، وهو الذي كان مسؤولاً حتى كانون الأول / ديسمبر 2011 عن وضع استراتيجية أميركية في مواجهة إيران.

·       ومما جاء في الدراسة، أنه في حال فشلت الولايات المتحدة في منع إيران من التزود بالسلاح النووي، لن يكون هناك من مفر أمام إسرائيل سوى التخلي عن سياسة الغموض النووي والانتقال إلى سياسة الردع النووي. وبهدف تبديد الشكوك بشأن قدرات إسرائيل النووية، يتحدث واضعو البحث بالتفصيل عن كل ما يعرفونه عن مخزون السلاح النووي في إسرائيل (امتلاكها ما بين 100 وحتى 200 قنبلة)، وعن الوسائل التي تملكها لإطلاق هذا السلاح (طائرات أف-15، وأف-16، وصاروخ يريحو)، وغواصات دولفين المزودة بصواريخ بحرية نووية من طراز "بوباي" و"توربو"، التي تدخل ضمن قدرة إسرائيل على "توجيه الضربة الثانية."

·       في رأي واضعي الدراسة فإنه يجب أن يكون الردع في مواجهة إيران علنياً وواضحاً. ويرون أن الردع الفعال يجب أن يبدأ بسياسة علنية شاملة تتضمن توضيحاً بشأن القدرات النووية الموجودة لدى إسرائيل، والثمن الذي ستدفعه إيران في حال استخدمت السلاح النووي. ويوصي واضعو الدراسة إسرائيل بالتخلي عن سياستها الحالية لأن "سياسة الغموض قد تعتبرها إيران فرصة، ويجب التشديد على خطوط حمراء واضحة من شأنها أن تخدم بصورة أفضل الردع النووي."

·       بيد أن السؤال الأساسي الذي تطرحه هذه الدراسة، والذي ما زال الإسرائيليون يترددون بشأنه هو "هل في الامكان ردع إيران؟" والجواب الذي يقدمه واضعو الدراسة هو إيجابي، إذ تدل التجربة التاريخية على أنه على الرغم من الخطاب الحاد للإيرانيين، فإن سلوك زعماء إيران في العقود الثلاثة الأخيرة يدل على أن الحكم في طهران عقلاني بما فيه الكفاية، وأن الردع النووي له سيكون فعالاً. وفي تقدير معدّو الدراسة أنه في حال تعرضت إسرائيل إلى تهديد نووي، فإنها ستكون غير مستعدة للاعتماد على مظلة نووية أميركية، وسترغب في بلورة سياسة ردع نووي مستقلة.

 

·       وعلى ما يبدو فإن كولين كوهيل كتب دراسته هذه بهدف أن يقترح على أوباما كيفية التصرف في مواجهة إيران النووية، ومن الضروري أن يطلع واضعو السياسة في القدس على التوصيات التي قدمها، إذ يبدو أن الولايات المتحدة لن تغير سياستها النووية في حال حصلت إيران على السلاح النووي بل ستقوم بتحدثيها. في المقابل، يوضح المقربون من أوباما أن على إسرائيل  التخلي عن سياسة النعامة التي تنتهجها، وأن تعلن بصوت عال بأنها دولة نووية تملك مخزوناً كبيراً من القنابل. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستردع نظام آيات الله عن التفكير باستخدام السلاح النووي. وهكذا نرى أن في واشنطن من يتحدث بوضوح عمّا هو ممنوع عندنا أن نهمس به.