من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يبدو أن الهدفين العسكريين اللذين لم يحققهما المستوطنون خلال العام الماضي سينتقلان اليوم إلى طليعة سلم أولوياتهم وهما: تغيير أوامر البدء بإطلاق النار، بحيث يصبح من السهل أكثر فأكثر على الجنود إطلاق النار؛ طرد قائد المنطقة الوسطى اللواء نيتسان ألون، الذي تمتاز علاقته بشيء من البرودة تجاههم. ويسعى المستوطنون لتحقيق هذين الهدفين فوراً. وإذا أخذنا تجربة الماضي وطابع الحكومة الحالية، فإن هناك احتمالاً كبيراً في أن ينجحوا في تحقيق ذلك.
· تحظى الحملة التي تشجع على تغيير البدء بإطلاق النار بتغطية إعلامية، عبر المقالات والتحقيقات التي تنقل شكوى الجنود من عدم سماح الجيش لهم باستخدام القوة المطلوبة في التعامل مع راشقي الحجارة ومع المتظاهرين. وعلى ما يبدو فإن الأرقام المخيفة التي تتحدث عن مقتل 11 ولداً فلسطينياً تتراوح أعمارهم ما بين 14و18 عاماً في المناطق خلال الـ12 شهراً الأخيرة، لا تكفي المستوطنين أو هؤلاء الجنود، إذ يعتقد هؤلاء أن إراقة مزيد من الدماء الفلسطينية معناه تحقيق هدوء أكثر، في حين أن للجيش الإسرائيلي وقائد المنطقة الوسطى وجهة نظر مختلفة فحواها أن سقوط أي قتيل مدني سيشعل نيران المقاومة وسيؤدي إلى مزيد من المواجهات. وعلى ما يبدو، فإن سبب مطالبة المستوطنين بطرد نيتسين، إلى جانب مواقفه الصارمة من تحديد قواعد إطلاق النار، هو أنه يحمل على جبينه وصمة أكثر خطورة هي أن زوجته ذات آراء يسارية.
· ومن المهم أن نشدد على أن ألون ليس قائداً متساهلاً. وفي الواقع فإن المستوطنين من خلال الشعار الذي رفعوه "مع نيستان لا يوجد أمن"، واتهامهم له باليسارية المتطرفة بسبب القرار الذي أصدره بإلغاء أمر الاستيلاء الذي فرضه على مستوطنة حومش، اتضح أن نيستان لم يستخدم صلاحياته لهدم البؤر الاستيطانية غير القانونية، الأمر الذي فتح المجال أمام الحكومة لشرعنتها. لكن ليس المطروح هنا نقاش تقويم عمل ألون، ويجب ألا يكون المستوطنون هم الذين يقوّمون ذلك، ولا سيما أن جزءاً منهم يتصرف كما لو أنه "بديل من الجيش الإسرائيلي"، ويساهم البعض الآخر منهم بصورة ملموسة في إشعال المناطق.
· إن رشق الحجارة والزجاجات الحارقة والتظاهرات العنيفة ليست وضعاً يمكن القبول به. لكن على الرغم من ذلك، فإن من السذاجة الاعتقاد أن السكان الخاضعين للاحتلال سيتخلون عن محاولاتهم الانتفاض على الذين احتلوا أرضهم ونهبوها. من هنا فمن الحكمة المحافظة على الأمن من خلال استخدام الحد الأدنى من العنف. وحتى الآن نجح قائد المنطقة الوسطى في هذه المهمة. لذا، هنا يمكن القول إن الاستجابة لمطالبة المستوطنين باستبعاد ألون هو بمثابة دعوة إلى البدء بفتح جبهة جديدة.