إضعاف حزب الله جيد لإسرائيل، لكن لا توجد قوة يمكن أن تشكل بديلا منه لتسلم زمام السلطة في لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       قبل عام واحد فقط كان من الصعب تخيّل سيناريو يتجرأ فيه عنصر ما عربي أو لبناني على إطلاق صواريخ على حي الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، الذي يعتبر بمثابة العاصمة الإدارية لحزب الله. لكن يبدو أن ازدياد ضلوع هذا الحزب في الحرب الأهلية الدائرة في سورية يؤدي إلى تراجع مكانته السياسية، وإلى تآكل قوة الردع لديه داخل لبنان وخارجه.

·       ولا يهم من الذي قام بإطلاق الصواريخ على هذا الحي أمس (الأحد)، ذلك بأن المهم هو أن إطلاق الصواريخ أوجد سابقة يمكن أن يستفيد منها جميع خصوم حزب الله في لبنان وسورية لتوجيه مزيد من الضربات إليه في المستقبل.

·       تجدر الإشارة إلى أن "الجيش السوري الحر" هدّد قبل عدة أشهر بإلحاق أضرار بلبنان إذا لم يوقف حزب الله تدخله في سورية. وقد نفذ هذا الجيش تهديده من خلال قيام أفراده بإطلاق النار على بعض القرى الشيعية في منطقة البقاع. ويمكن الافتراض بأنه هو من يقف أيضاً وراء عملية إطلاق الصواريخ على حي الضاحية الجنوبية، لكن في الوقت نفسه لا بُد من تأكيد أنه لا يمكن إطلاق صواريخ كهذه من دون مساعدة عناصر لبنانية معينة، مثل المنظمة السلفية التي يتزعمها الشيخ أحمد الأسير، والذي يتخذ من صيدا في جنوب لبنان مقرّاً له، ويقوم منذ أكثر من نصف عام باستفزازات ضد حزب الله، كما أنه أسس ميليشيا عسكرية وأرسلها إلى سورية لدعم المتمردين ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

·       إن ذلك كله يثبت أن لبنان يعيش في الآونة الأخيرة فوق برميل من بارود التوترات الطائفية والمذهبية الآخذة في التفاقم أكثر فأكثر، وذلك في وقت باتت فيه حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي مشلولة تماماً، وفي ظل محاولات محمومة يقوم بها حزب الله للحؤول دون إجراء انتخابات عامة جديدة في البلد. كما تدور في مدينة طرابلس رحى حرب بين العلويين والسنة أوقعت عشرات القتلى. ويتصاعد التوتر بين الشيعة والسنة في عدة مناطق لبنانية، مثل البقاع، ويمكن أن يتسبب بانفجارات كبيرة أخرى في أي لحظة. ومعروف أيضاً أن ثمة نصف مليون لاجئ سوري في لبنان، ولا شك في أن جزءاً كبيراً منهم على استعداد لأن ينتقم من حزب الله، بينما ينتظر أتباع كل من الزعيم السني سعد الحريري، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، اللحظة التي تنهار فيها سيطرة حزب الله على بيروت للانتقام منه.

 

·       إن ما يهم إسرائيل من هذه التطورات كلها هو أنها تساهم في إضعاف حزب الله. لكن في المقابل ثمة مأساة تكمن في أنه لا توجد في لبنان حالياً أي قوة يمكن أن تشكل بديلاً منه لتسلم زمام السلطة في هذا البلد المجاور.