إطلاق النار على طريق الخليل عملية مخطط لها سلفاً وتوقيتها مدروس جيداً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      مقتل ضابط كبير في الشرطة في إطلاق نار من كمين عشية عيد الفصح على طريق الخليل، عملية مخطط لها جيداً بصورة مسبقة. وفي الواقع، كانت حوادث إطلاق النار على السيارات المدنية الإسرائيلية على طرقات الضفة الغربية من السمات البارزة التي طبعت الانتفاضة الثانية. وحتى اليوم وعلى الرغم من الهدوء الذي يسود المناطق، فإنه ليس من الصعب تنفيذ مثل هذه الهجمات على الرغم من أن الدوريات التي ينشرها الجيش الإسرائيلي على الطرقات خلال ساعات الازدحام، تحسن إلى حد ما الشعور بالأمان لدى العابرين عليها. لكن لا توجد طريقة لضمان أمن الطرقات كلياً في وجه مخرب حزم أمره على القيام بعملية.

·      لقد كان حجم القوات التي نشرها الجيش الإسرائيلي في الضفة في هذه الأيام محدوداً منذ البداية. وأي مخرب أو خلية إرهابية تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية بصورة مسبقة، يستطيعون تحديد نقطة الضعف واختيار المكان الذي يمكن انطلاقاً منه إطلاق النار والفرار قبل وصول أول دورية إلى المكان. وتدل الطلقات الفارغة التي عُثر عليها على أن السلاح المستخدم هو بندقية كلاشينكوف، وهو السلاح الذي تستخدمه أجهزة الأمن الفلسطينية. لكن يوجد أعداد كبيرة من هذا السلاح في الضفة الغربية بيد جهات أخرى، والهجوم الذي وقع قد يكون من عمل مخرب وحيد تحرك بمبادرة فردية، أو خلية أكثر تنظيماً وتنتمي إلى منظمة إرهاب نشطة.

·      لكن من الواضح أنه على عكس الهجمات السابقة التي وصفت بالعشوائية أي موجة الهجمات التي قُتل من جرائها أربعة إسرائيليين في الضفة في نهاية 2013، فإن الهجوم الذي وقع أول من أمس بالقرب من حاجز ترقوميه كان مدروساً ومخطط له، وحتى التوقيت لم يكن مصادفة، إذ من المحتمل أنه جرى التخطيط للهجوم عشية عيد الفصح تحديداً من أجل إحداث ضجة إعلامية كبيرة.

·      حتى الآن لم يُعلن أي تنظيم مسؤوليته عن الهجوم على الرغم من ثناء "حماس" والجهاد الإسلامي على الهجوم الذي يتلاءم مع سياسة "حماس" التي تدعم الإرهاب على نار خفيفة في الضفة الواقعة تحت سيطرة السلطة، بينما هي تحترم بصورة عامة وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة.

·      إن القاسم المشترك بين الهجوم الأخير وموجة الهجمات السابقة هو عدم وجود تحذير استخباراتي محدد. وبصورة عامة، فإن عدد التحذيرات الاستخباراتية تضاءل بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب التغطية الكثيفة للشاباك ولشعبة الاستخبارات العسكرية لما يجري على الأرض، الأمر الذي يعزز الاعتقاد بأن أغلبية الهجمات هي ثمرة مبادرات فردية لا تشكل جزءاً من نشاط منظمة ذات هرمية تنظيمية من الأسهل تحديدها ومراقبتها.

·      في هذه الأثناء تتواصل المساعي لإنقاذ المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة من النفق المسدود الذي وصلت إليه. ومما لا شك فيه أن وقوع هذا الهجوم المجرم في وقت تسود فيه الخلافات في الائتلاف الحكومي حيال إطلاق عدد كبير من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، سوف يقلص هامش المناورة السياسية الذي يملكه نتنياهو. وفي هذه الأثناء يواصل رئيس السلطة محمود عباس عمليات جس النبض للمصالحة مع حركة "حماس"، جنباً إلى جنب مع العملية السياسية. ومن المنتظر أن يصل وفد من كبار المسؤولين في "فتح" إلى غزة خلال الأيام المقبلة للبحث في اتفاق حول هذا الشأن.