تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لمصر يصبّ في مصلحة "الإخوان المسلمين"
تاريخ المقال
المصدر
- يمكن القول إن الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة ضد السلطة الانتقالية في مصر وآخرها قرار تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لهذا البلد بقيمة 260 مليون دولار إلى أن تُقام سلطة جديدة يمكن للأميركيين تأييدها، تصب في مصلحة حركة "الإخوان المسلمين" وتساهم في استمرار حال عدم الاستقرار والفوضى التي يشهدها الشارع المصري.
- في المقابل، لا بُد من أن نلاحظ أنه قبل تجميد هذه المساعدات بأسابيع قليلة تعهدت الإدارة الأميركية أمام الصناعات الأمنية في الولايات المتحدة بأن تنقل إلى الجيش المصري مبلغاً بقيمة أكثر من نصف مليار دولار تنفيذاً لاتفاقيات موقعة معه، وفعلاً تم إيداع هذا المبلغ في أحد المصارف الأوروبية تمهيداً لنقله إلى مصر. وإزاء ذلك يُطرح سؤال: إذا كانت الإدارة الأميركية أودعت هذا المبلغ في أوروبا من أجل نقله إلى مصر، فلماذا بادرت الآن إلى تجميد أموال المساعدات العسكرية؟ ألا يعني ذلك أن هذا التجميد موقت وأن الرسالة التي ترغب واشنطن في تمريرها إلى الجنرال عبدالفتاح السيسي أن التجميد موقت إلى أن يحل الهدوء في البلد؟
- ثم إن الإجراءات الأميركية أدت إلى شيوع مزيد من أجواء العداء المتطرف للولايات المتحدة في الشارع المصري، وإلى فرحة كبيرة في صفوف أنصار "الإخوان المسلمين".
- وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن من حُسن حظها أن عملية التنسيق الأمني بينها وبين مصر في ذروتها الآن، كما أن الأجواء الإيجابية السائدة بين الدولتين أفضل من أي وقت مضى. ومنذ أن بدأ الحديث عن احتمال تجميد المساعدات العسكرية الأميركية إلى مصر، وقفت إسرائيل بكل ما تملك من ثقل سياسي ودبلوماسي إلى جانب السلطة الانتقالية المصرية في مواجهة الكونغرس والإدارة الأميركية.
- وفي الأسبوعين الأخيرين قامت كل الزعامة الإسرائيلية ببذل جهود كبيرة لدى واشنطن من أجل إقناعها التراجع عن إجراءاتها ضد هذه السلطة الانتقالية، كان آخرها الجهود التي بذلها وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون خلال زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة.
- وما يمكن تقديره هو أنه على الرغم من أن تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لمصر يشكل خرقاً لاتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، فإن العلاقات الجيدة بين الدولتين لن تتضرّر من جراء هذا التجميد.