· إن السؤال المطروح على وزير الجبهة الداخلية، غلعاد إردان، ليس احتمال سقوط الصواريخ على المناطق الآهلة في إسرائيل، وإنما متى سيحدث ذلك، ومدى استعداد الجبهة الداخلية له. ففي رأي الوزير أن الوضع غير المستقر، بصورة خاصة على الحدود الشمالية، يفرض بذل مزيد من الجهود من أجل تحصين الجبهة الداخلية.
· صحيح أن الوزير إردان لا يملك أي خبرة عسكرية، لكن من الواضح له وللجميع أن الجبهة الداخلية هي التي ستشكل ساحة الحرب المقبلة، ويقول: "لدى حزب الله 60 ألف صاروخ، كما يملك السوريون 100 ألف صاروخ، وفي النهاية فإن الصواريخ ستسقط على إسرائيل، وستكون أكبر من تلك التي سقطت من قبل وأكثر دقة". وقد رفض الوزير الدخول في نقاش بشأن عدد الإصابات التي ستحدثها هذه الصواريخ، ولم يشأ التعليق على توقعات وزير الدفاع السابق إيهود باراك بسقوط 500 قتيل. واعتبر إردان أن مهمته الأساسية هي تقليص هذه الاصابات إلى أدنى حد ممكن. وقال: "ليس سراً أن وزارة الدفاع لا تقوم بالإعداد لاحتلال هضبة الجولان، وليس على حد علمي أن أعداءنا يريدون احتلال دولة إسرائيل، بينما تتحدث السيناريوهات كلها عن اطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل بهدف زرع الرعب واليأس وسط السكان. فإذا كان هذا هو الخطر الذي نواجهه، فإننا لا نجد توازناً في اهتمام الدولة، إذ لا مجال للمقارنة بين الموارد والقوة العاملة التي توظف في الجبهة الداخلية وبين تلك التي توظف في الوزارت الأخرى." ويرى إردان أن التحصين هو الأمر الأكثر أهمية من أجل مواجهة سقوط الصواريخ التقليدية. لذا فهو يعتبر أن الزيادة في ميزانية الجبهة الداخلية يجب أن توظف في تحصين المنازل والمؤسسات وليس في شراء الأقنعة المضادة للغازات السامة. وهو يرسم صورة قاتمة لتحصين المنازل في إسرائيل فيقول: "ثلث السكان لديهم ملجأ محصن في منازلهم. وثلثي السكان يعتمدون على ملاجىء بعيدة عن منازلهم."
· لكن على الرغم من ذلك، يؤكد الوزير أن وضع الجبهة الداخلية في إسرائيل اليوم هو أفضل مما كان عليه قبل حرب لبنان الثانية [حرب تموز 2006].
· أما فيما يتعلق بدور "القبة الحديدية" في الحرب المقبلة فقال: "على الجمهور أن يدرك أن القبة الحديدية لن تستطيع أن تقوم بما قامت به في مواجهة حركة "حماس" في غزة، إذ إن عدد الصواريخ التي سيكون أكبر، وقد تسقط في أماكن آهلة. ففي عملية "عمود سحاب" بلغ مجموع الصواريخ التي سقطت في مناطق آهلة خمسين صاروخاً. لكن من المتوقع في المواجهة المقبلة سقوط مئات الصواريخ التي ستكون مزودة برؤوس حربية أكبر كثيراً."