أكد مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس لصحيفة "معاريف" أمس (الخميس) أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيواجه صعوبات كبيرة في تجميد أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في ظل الحكومة الحالية.
وجاء تأكيد هذا المصدر رداً على أنباء نُشرت أمس نقلا عن مصدر دبلوماسي عربي أفادت بأن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الذي يقوم بزيارة رسمية لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، سأل نتنياهو خلال الاجتماع الذي عقد بينهما قبل ظهر أمس فيما إذا كان على استعداد لتجميد الاستيطان بصورة تامة ورسمية وعلنية، وبلغه بأنه سيسأل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لدى اجتماعه به في ساعات المساء فيما إذا كانت خطوة كهذه كافية بالنسبة إليه من أجل استئناف المفاوضات مع إسرائيل.
ولم تتطرق الأنباء التي نُشرت بشأن الاجتماعين اللذين عقدهما كيري مع نتنياهو وعباس إلى رد كل منهما في هذا الشأن.
وكان نتنياهو قد أكد، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده مع كيري في ديوان رئيس الحكومة في القدس، أنه إذا ما كانت هناك رغبة صادقة لدى الجانب الفلسطيني لاستئناف مفاوضات السلام، فستجد إسرائيل الطريقة الأفضل لتحقيق ذلك.
وأضاف نتنياهو أنه جرى في الآونة الأخيرة القيام بعمل كثير من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مؤكداً أن هذا هو ما ترغب فيه كل من الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، وأنه يأمل بأن يكون الفلسطينيون يرغبون فيه أيضاً.
وأشاد رئيس الحكومة بالجهود التي يبذلها كيري، واصفاً إياه والإدارة الأميركية الحالية بأنهما صديقان حميمان لدولة إسرائيل منذ أعوام طويلة، كما تم التعبير عن ذلك من خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس باراك أوباما لإسرائيل في آذار/ مارس الفائت، وأيضا من خلال القرار الاستثنائي الذي تبناه مجلس الشيوخ الأميركي أمس الأول (الأربعاء) والقاضي بالوقوف إلى جانب إسرائيل في كل ما يتعلق بكبح البرنامج النووي الإيراني. كما أشاد بالقرار الذي اتخذته لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب الأميركي والذي ينص على توسيع نطاق العقوبات المفروضة على إيران.
وقال نتنياهو إن محادثاته مع كيري ستشمل الموضوع الإيراني، والمجازر المروعة وحالة عدم الاستقرار في سورية، لكن فوق أي شيء آخر ستركز على موضوع تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين.
في المقابل أكد وزير الخارجية الأميركية أنه على الرغم من الشكوك الكبيرة بشأن احتمال استئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بعد أعوام طويلة من الجمود وخيبة الأمل، فإن العمل الجاد والمثابر كفيل بوضع هذه العملية في مسارها الصحيح.