إسرائيل تحاول الضغط على الكونغرس الأميركي كي لا يوافق على تخفيف العقوبات عن إيران
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- تخوض إسرائيل في الوقت الحالي معركة دبلوماسية تهدف إلى طمس نجاح "هجوم الساحر" الذي حققه الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته إلى الأمم المتحدة الشهر الماضي. فبعد الخطابات الحادة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يحاول وزير دفاعه موشيه يعلون الموجود حالياً في الولايات المتحدة إقناع الأميركيين بعدم السماح بتخفيف العقوبات على إيران قبل موافقة طهران على اتفاق يوقف بصورة قاطعة مشروعها النووي. وعلى هذه الخلفية تقوم إسرائيل بعملية جس نبض داخل الكونغرس من أجل تحقيق هدف أكثر طموحاً هو تشديد العقوبات، وهذه خطوة من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة مع إدارة أوباما التي تعارض ذلك في هذه المرحلة.
- وفي ختام لقاء ليلي جرى يوم الثلاثاء بين وزير الدفاع يعلون وضيفه الأميركي تشاك هيغل، قال يعلون إن "أي تخفيف للعقوبات سيؤدي إلى انهيارها. فهناك الكثير من أصحاب المصالح الذين سيسرهم التعامل مجدداً مع الإيرانيين، الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف الضغط الاقتصادي وسيسمح للإيرانيين بمواصلة التخصيب. وهذا ما يجب الحؤول دونه. يجب تجنب الوقوع في فخ تخفيف العقوبات كخطوات بانية للثقة قبل تحقيق الشروط التي وضعت أمام الإيرانيين".
- والتقى يعلون أمس روبرت منانديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، وهو سيناتور ديمقراطي من نيوجيرزي من أصدقاء إسرائيل البارزين، ويعتبر أحد أبرز المؤثرين في قضية العقوبات. فقانون كيرك- منانديز الذي نسّق جزءاً من العقوبات، كان منانديز وراء إقراره قبل عامين (مع شريكه مارك كيرك، الذي هو سيناتور جمهوري من إيلينوي). ويعتبر هذا القانون في نظر كثيرين من الوسائل الأكثر فاعلية التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد مشروع طهران النووي.
- لقد كانت إسرائيل تفضل أن يرافق معاودة المفاوضات النووية بين الدول الست الكبرى والإيرانيين يوم الجمعة المقبل في جنيف، تشديد إضافي للعقوبات من خلال توسيع المبادرة الأساسية لكيرك- منانديز. وفي الواقع يبحث مجلس الشيوخ في تشديد الخطوات ضد شبكة المصارف الإيرانية وفرض قيود على تجارة المعادن (التي تشكل بديلاً بالنسبة للإيرانيين عن التجارة بالدولار التي تعاني قيوداً بسبب الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي ضدهم).
- وعلى الرغم من ادعاء الإسرائيليين رسمياً أنهم لا يتدخلون في نشاط الكونغرس، إلا أنهم يعتقدون أنه من الضروري تشديد العقوبات في حال اتضح أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم وفي الوقت عينه تجري مفاوضات.
- وقالت ويندي شيرمان المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية عن العلاقات مع إيران ومتابعة العقوبات ضدها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قبل أسبوع، إن الإدارة تعتقد أنه من الأفضل عدم تشديد العقوبات قبل الجولة الأولى من المفاوضات. كما ألمحت إلى إمكان البحث في رفع جزء من العقوبات إذا قدم الإيرانيون تنازلات خلال الاتصالات. وفي ظل هذه الأجواء الايجابية الجديدة التي تشهدها العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران والتي كانت ذروتها المحادثة الهاتفية بين الرئيس أوباما ونظيره روحاني، من الصعب أن تمنح الإدارة تأييدها لجولة جديدة من العقوبات في الكونغرس حتى بعد انتهاء المفاوضات في جنيف.
- وعلى الرغم من أن إسرائيل تبذل رسمياً في هذه الأيام ما في وسعها للمحافظة على الخيار العسكري كاحتمال حقيقي في مواجهة طهران، فإن أحداث الأشهر الأخيرة غيرت الأولويات الدولية بشكل كامل. ولا يغير شيئاً عدد المرات التي كرر فيها رئيس الحكومة في خطابه أن إسرائيل ستتحرك لوحدها، فالنقاش حالياً يراوح بين العقوبات والتسوية. أي أن المسألة المطروحة اليوم ما هي التنازلات التي يمكن الحصول عليها من إيران بعد عقوبات جعلت الاقتصاد الإيراني يركع.
- تدرك القدس جيداً أكثر من أي وقت مضى، معنى العملية العسكرية المستقلة ضد إيران في حال جرت من دون موافقة الولايات المتحدة. ففي رأي مسؤول كبير في وزارة الدفاع أن أي هجوم إسرائيلي على إيران بعد اتفاق الدول الكبرى معها بحجة أن تلك التسوية غير مرضية، سيكون بمثابة "انتحار استراتيجي".
- لا تزال الثغرات في المواقف بين الولايات المتحدة وإيران كبيرة ومن الصعب ردمها في الجولة المقبلة من المفاوضات. لكن الأجواء العالمية الحالية تجعل من الصعب القيام بأي عمل عسكري إسرائيلي مستقل، فحتى الشخص الذي سيطلب منه تنفيذ مثل هذا الهجوم، والمقصود رئيس أركان الجيش بيني غانتس، قال هذا الأسبوع في مؤتمر بار إيلان إن تجدد المساعي الدبلوماسية مع إيران وعملية تفكيك السلاح الكيميائي السوري توجهات إقليمية إيجابية من شأنها في أفضل السيناريوات، أن تؤدي إلى شرق أوسط جديد.