التأثيرات السلبية للخطر الإيراني على الاستثمارات في إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       لقد قيلت وكُتبت تحليلات وتوقعات كثيرة بشأن سيناريوهات الخطر الإيراني، وبشأن ما يمكن أن يحدث في حال قرر محمود أحمدي نجاد قصف إسرائيل، إلاّ إن أحداً لم يهتم بمعرفة تأثير الخطر الإيراني على الاقتصاد الإسرائيلي اليوم.

·       إن أكثر مكان يمكن أن نلمس من خلاله تأثير الخطر الإيراني هو محطات الوقود. فقد شهدت الأعوام الأخيرة ارتفاعاً في أسعار الوقود لم يعرفه العالم من قبل. والمشكلة أنه كلما ازداد الضغط على إيران كلما ارتفعت أسعار الوقود.

·       لنتخيل أن إيران قررت عدم تزويد العالم بالوقود، أو أنها قررت فقط تزويد الدول العربية به، فإن الفوضى ستعم العالم بأسره، ويمكن أن يخلق هذا الأمر مخاطر أمنية لا تقل خطورة عن خطر القنبلة النووية الإيرانية.

·       إن ما يثير القلق هو بروز المخاوف من الاستثمار في الاقتصاد الإسرائيلي، وإقدام بعض المستثمرين على إلغاء صفقاتهم. وبصفتي رئيساً لشركة دولية كنت على صلة بعدد من المستثمرين الذين كانوا يرغبون في استثمار أموالهم في إسرائيل أو في منتوجات إسرائيلية، لكنهم تخلوا عن صفقاتهم  خوفاً من عدم الاستقرار في المنطقة.

·       إن الأزمة الإيرانية معقدة للغاية، فمن جهة تبدو الوسائل الآيلة إلى عزل إيران هي الحل الضروري لوقف مشروعها النووي، ومن جهة أخرى ينطوي الاستخدام الخطأ لهذه الوسائل على مخاطر أكبر من مخاطر تحول إيران إلى دولة نووية.

لذا، يتعين على إسرائيل بذل كل ما في وسعها لمواجهة الخطر الإيراني، وفي الوقت نفسه عليها أن تبعث برسائل تطمئن فيها المستثمرين إلى أن الأعمال في إسرائيل على ما يرام. فالمبالغة الإسرائيلية في الحديث عن الخطر الإيراني، والتي بلغت حد الهستيريا، يراها العالم علامة ضعف، وتُظهر إسرائيل على أنها بلد غير آمن. ويمكن، على المدى البعيد، أن يؤدي تعامل الدولة بهذه الطريقة مع الأزمة الإيرانية إلى تدفيع إسرائيل ومواطنيها ثمناً باهظاً.