الصواريخ الروسية تؤثر لكنها لا تحسم المعركة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       علمنا في الفترة الأخيرة بأن روسيا قررت الوفاء بالتزاماتها حيال سورية، وتزويدها بمنظومة سلاح متطورة، هي صواريخ أرض- جو من طراز S-300. وكانت الجهود الدبلوماسية التي قامت بها إسرائيل والولايات المتحدة قد أسفرت قبل أعوام عن تعليق تنفيذ صفقة السلاح هذه وصفقة أخرى مشابهة مع إيران. واليوم هناك من يعتقد أن الكلمة الأخيرة في هذا الشأن لم تُقل بعد، وأن الروس سيخسرون كثيراً في حال نفذوا الصفقة.

·       ومن المعلوم أن الصواريخ التي يدور الكلام عليها يبلغ مداها نحو 200 كيلومتر، بينما يبلغ مدى الصواريخ الأكثر تطوراً من هذا النوع والتي ما زالت في حيازة روسيا ضعف ذلك. والخلاصة الناتجة من ذلك أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي كانت حتى الآن تتمتع بحرية التحليق قد تتعرض اليوم فور إقلاعها لنيران مضادة للطائرات قوية ومدمرة.

·       قد يبدو هذا الكلام مخيفاً، إلا إننا نتساءل: هل في إمكان منظومة واحدة للسلاح أن تكون "كاسرة لتوازن" موازين السلاح والتسلح، وخصوصاً في المنطقة الشمالية؟ هناك عدة إجابات عن هذا السؤال. بدايةً يمكننا الإشارة إلى انعدام المساواة في أي مجال من مجالات القدرة العسكرية لسورية ولبنان (حزب الله) قياساً بالقدرة العسكرية لإسرائيل، فثمة ثغرة كبيرة لمصلحة الأخيرة. كما يمكننا القول إنه منذ أكثر من 30 عاماً، لا وجود عملياً لسلاح الجو السوري.  ففي حرب لبنان الأولى سنة 1982 استطاع سلاح الجو الإسرائيلي إسقاط 80 طائرة سورية من دون أن يتكبد أي خسائر في المقابل. وقد استفادت إسرائيل من تجربة حرب يوم الغفران [حرب تشرين/أكتوبر 1973]، ومن مواجهتها للمنظومة الدفاعية المضادة للطائرات التي كانت لدى المصريين والسوريين، كي تقوم بتدمير منظومات الصواريخ التي كانت منصوبة في سهل البقاع في لبنان خلال حرب لبنان الأولى والتي كان يبلغ عددها نحو 23 بطارية صواريخ أرض - جو، الأمر الذي شكل ضربة استراتيجية قاسية لما كان يعرف يومها بالاتحاد السوفياتي.

·       لذا، من المحتمل ألا تسارع روسيا اليوم إلى تزويد سورية بالصواريخ المطلوبة، ناهيك بأن الجيش السوري غير قادر على القيام بمهمة التعلم المكثف الذي يتطلبه استخدام هذه المنظومة من دون مساعدة المستشارين الروس.

 

·       في الغارات الأخيرة على مخازن السلاح في سورية، والتي نسبت إلى إسرائيل، أثبتت هذه الأخيرة أن الصواريخ المتطورة غير قادرة على كسرنا.