الدفاع عن أمن إسرائيل غير مرهون بترسانتها العسكرية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       إن جريمة القتل في مستوطنة إيتامار [التي راح ضحيتها خمسة أشخاص من أفراد عائلة واحدة] هي مذبحة تهزّ كل إنسان من الأعماق، لكن من الصعب استخلاص نتائج استراتيجية بعيدة المدى منها. وإذا كان لا بُد من التوصل إلى استنتاج واحد فلا مفر من أن يكون مرتبطاً بضرورة رسم حدود واضحة ومعترف بها، بدلاً من استمرار التمسك بوجود مستوطنات في الأطراف [أي في أطراف الضفة الغربية].

·       إن أول غريزة تتحرّك في مواجهة "الإرهاب" هي غريزة التمسك بـ "الأمن"، لكن علينا أن نتوقف لحظة وأن نتساءل عما يحدث هنا في هذا الأسبوع بالذات، الذي اقترح فيه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على الأميركيين زيادة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل بـ 20 مليار دولار مؤكداً أن "وجود إسرائيل قوية سيشكل عنصر استقرار مهم في منطقة تشهد اضطرابات كثيرة".

·       من المعروف أن التسلح الذاتي كان أحد العناصر المؤسسة لدولة إسرائيل منذ إقامتها، وقد ساعدها ذلك في حسم الحروب التي خاضتها منذ سنة 1948، ومع ذلك فإن إسرائيل المدججة بالسلاح من رأسها حتى أخمص قدميها، لم تتمكن من حماية مستوطنة معزولة من تسلل "إرهابيين" إليها، كما حدث في إيتامار.

·       ونظراً إلى كون باراك وزيراً للدفاع عن أمن إسرائيل وليس للتسلح، فلا بُدّ من أن يكون أول من يرى أن هذا الأمن غير متوقف على ترسانة أسلحتها وإنما هو رهن بسياستها. كما أنه لا بُدّ من التذكير بأن أعظم الإنجازات الاستراتيجية للحركة الصهيونية تحققت بفضل نشاطها السياسي، بدءاً من وعد بلفور، مروراً ببرنامج التقسيم، والاعتراف بالدولة اليهودية وقبولها في الأمم المتحدة، وانتهاء باتفاقيتي السلام مع مصر والأردن.

·       فضلاً عن ذلك كله فإن المواجهات الإستراتيجية الكبرى الماثلة أمام إسرائيل في الوقت الحالي لن تُحسم في ساحة القتال. فماذا ستفعل إسرائيل في حال إعلان إقامة دولة فلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل وحصولها على تأييد دولي جارف؟ هل ستهاجم مقر الأمم المتحدة؟ وماذا ستفعل في حال قيام جماهير غفيرة من المتظاهرين العزل بالحج إلى القدس الشرقية، هل ستقصفهم من سفينة صواريخ؟

·       على الرغم من ذلك فإن الأسبوع الأخير من نشاطات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تضمن ما يلي: مؤتمراً صحافياً مع الرئيس التشيلي اتهم نتنياهو في أثنائه الفلسطينيين بإفشال عملية السلام؛ جولة في منطقة الحدود مع الأردن أعلن خلالها أن الجيش الإسرائيلي سيبقى مسيطراً على غور الأردن في أي تسوية يتم التوصل إليها مع الفلسطينيين في المستقبل؛ تعيين صقر سياسي يعارض أي حل وسط جغرافي مع الفلسطينيين [يعقوب عميدرور] رئيساً لـ "مجلس الأمن القومي"؛ محاولة ضم حزب "الاتحاد الوطني" [اليميني المتطرف] إلى الحكومة؛ إدانة جريمة القتل في مستوطنة إيتامار في بث حي ومباشر.