على نتنياهو أن يربط المحادثات مع إيران بالتجميد الفوري والكامل لمشروعها النووي
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- هناك قول من غير المقبول أن يقال هنا، وهو أن إسرائيل كانت على حق. فهي كانت على حق عندما قالت إن دبلوماسية العقد الأخير فشلت وإن إيران باتت قريبة جداً من الهدف. وهي محقة في أن التعهدات التي حصلت عليها من الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية اتضح أنها تعهدات لا قيمة لها. وهي محقة لأنه قد اتضح اليوم أن التشدد الذي أظهره الغرب منذ سنة 2010 حيال إيران كان وهماً. لقد تجاوزت إيران جميع الخطوط الحمراء التي وضعها العالم، وعلى الرغم من ذلك فالعالم مصاب بالشلل. وفي الواقع، المارد النووي حقيقي سوف يخرج قريباً من القمقم وسيغير الواقع من أساسه.
- ولأن إسرائيل على حق فهي معزولة. فالمجتمع الدولي في سنة 2013 مجتمع يعاني من الصدمات التي خلفتها الأزمة الاقتصادية وحربا العراق وأفغانستان وما جرى في ميدان التحرير وسورية. وما يمكن قوله هو أن الزعماء الذي يجتمعون هذا الأسبوع في مبنى الأمم المتحدة يمثلون دولاً ضعيفة. ويفتقر العالم اليوم إلى إدارة، وإلى عمود فقري، وإلى رؤية للوقوف في وجه [المشروع] النووي الإيراني، لذا فهو يتجاهل الكلام الصادق الذي تقوله إسرائيل ويحشرها في الزاوية.
- إن الذي يجسد هذا الصدق الإسرائيلي أكثر من أي شخص آخر هو بنيامين نتنياهو. وفي الحقيقة هو الذي كان يجب أن يستقبل في نيويورك بالتصفيق، فهو السياسي الوحيد الذي وضع إيران في رأس جدول الأعمال الدولي وكان على حق. وهو السياسي الوحيد الذي جال العالم محاولاً كبح السلاح النووي الإيراني. وهو الذي قال قبل الأزمة السورية إن المزج بين التهديد العسكري والمبادرة السياسية هو ما يمكن أن يجرد دولة راديكالية من أسلحة الدمار الشامل. لكن نجاح نتنياهو في الجدل الفكري الكبير الدائر بشأن إيران، هو الذي جعله يخسر الأذن الصاغية في مبنى الأمم المتحدة. فاليوم لا أحد مستعد لسماع الحقيقة المقلقة التي يقولها. ولا أحد مستعد لتخريب حفلة الأوهام الكبيرة. فقد اتفقت دول العالم طوعاً على عدم السماح لنبيّ الغضب القادم من القدس بتدمير السلام الآن الذي يبيعه لهم تاجر الأوهام المشهور من طهران.
- لقد توفرت لنتنياهو جميع الأسباب التي ستدفعه الأسبوع المقبل إلى القاء خطاب تشيكوسلوفاكيا الخاص به. فثمة أوجه تشابه بين الأجواء التي كانت سائدة في باريس ولندن سنة 1938، والأجواء التي تسود لندن- نيويورك اليوم في سنة 2013. فالإغراء كبير لأن يلقي نتنياهو خطاباً تشيرشلياً، ولكن يجب أن لا يستسلم للإغراء. يجب أن يقول للعالم الحقيقة التي يرفض العالم أن يسمعها، ولكن يجب عليه أيضاً أن يطرح على الطاولة اقتراحاً عملياً وخلاقاً.
- ثمة اقتراح بسيط يجب أن يُطرح هو التجميد الفوري [للمشروع النووي الإيراني]. ومثلما طالب أوباما بربط المحادثات الإسرائيلية – الفلسطينية بتجميد الاستيطان، يجب على نتنياهو المطالبة بربط المحادثات الأميركية – الإيرانية بتجميد بناء القدرة النووية الإيرانية. هناك من يقول إن روحاني مختلف وهو مستعد للتنازل عن [المشروع] النووي مقابل مكاسب اقتصادية. هذا جيد لأنه بهذه الطريقة لن تكون هناك مشكلة بالنسبة لروحاني في الموافقة على التجميد الكامل لعمليات تخصيب اليورانيوم ووقف بناء مراكز الطرد في أثناء المحادثات.
- إن مبادرة التجميد ضرورية وهي وحدها قادرة على اختبار حقيقة نيات الإيرانيين والمجتمع الدولي. ففي حال رفضت إيران المبادرة سيصبح واضحاً لنا وللجميع حقيقة ما نحن في مواجهته. أما إذا قبلت المبادرة، فإن الضغط النووي الزمني سينخفض تلقائياً.
- لا ضرورة لاتخاذ قرارات متسرعة قبل أوانها. وحده اقتراح التجميد الفوري للمشروع النووي الإيراني يخرج إسرائيل من الزاوية والعزلة اللتين حشرت فيهما.