نتنياهو قد يجد نفسه معزولاً في الأمم المتحدة في ضوء نجاح الدبلوماسية الإيرانية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

  • يبدو أن أكثر ما تخشاه إسرائيل الآن هو أن يتكرر بين إيران والولايات المتحدة السيناريو الذي حدث بين هذه الأخيرة وكوريا الشمالية قبل عدة سنوات. ومعروف أن الزعيم السابق لكوريا الشمالية توصل مع الإدارة الأميركية إلى اتفاق يقضي بوقف برنامج بلاده النووي في مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية، لكنه فعل العكس تماماً حيث استمر في تطوير البرنامج النووي وقام بإجراء تجارب أمام سمع العالم كله وبصره
  • بناء على ذلك، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ينوي أن يحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من مغبة الوقوع في شرك ما يسميه مصيدة العسل التي نصبها له الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني
  • غير أن نتنياهو قد يجد نفسه معزولاً في هذه المعركة نظراً إلى النجاح الذي أحرزه الرئيس الإيراني في ما يتعلق بإقناع الرأي العام العالمي بجدية نياته ولا سيما في ضوء عدم وجود أي رغبة لدى العالم في اندلاع حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
  • ولا بُد من القول إن إسرائيل لم تُفاجأ بالتقارب الحاصل بين إيران والولايات المتحدة لأنها كانت على علم بوجود اتصالات سرية بين الدولتين منذ عدة أشهر، وأن هذه الاتصالات ستصبح علنية في إطار الدورة السنوية للجمعية العامة في الأمم المتحدة. وقال مصدر سياسي أميركي رفيع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس (الخميس) إن هذه الاتصالات تتناول جميع الموضوعات العالقة بين الجانبين.
  • على صعيد آخر، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الرئيس أوباما وإدارته باتا مقتنعين بأن المفاوضات مع دول مثل إيران وسورية لا يمكن أن تحقق النتائج المرجوة إلا إذا كانت مقرونة بتهديد عسكري ذي صدقية. وهذا ما أكده نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس حين أعلن أن القوات الأميركية جاهزة لأي سيناريو، لكن واشنطن تفضل في الوقت الحالي أن تمنح الفرصة للمسار الدبلوماسي.
  • في المقابل، فإن السبب الرئيسي الذي دفع بإيران نحو المفاوضات والمسار الدبلوماسي يعود إلى رغبتها في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والتي أدت إلى تدهور أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية.
  • وقالت مصادر مطلعة في واشنطن إنه في حال نجاح المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، ثمة احتمال بأن يتم التوصل إلى اتفاق بينهما في ربيع العام 2014. 
  • وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن نتنياهو لا يملك في الوقت الحالي سوى أن يكرر أن كبح البرنامج النووي الإيراني مرهون بتلبية نظام طهران الشروط التالية: أولاً، وقف عمليات تخصيب اليورانيوم بصورة تامة؛ ثانياً، إخراج اليورانيوم المخصب من الأراضي الإيرانية؛ ثالثاً، إغلاق المفاعل النووي في قم؛ رابعاً، وقف إنتاج مادة البلوتونيوم. 
  • مع ذلك، هناك قضية واحدة يمكن القول إنه لا يوجد خلاف بشأنها بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهي كبح أي محاولة تهدف إلى إجبار إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وفي هذه القضية يمكن لإسرائيل أن تعتمد على واشنطن، على الأقل في المستقبل المنظور.