وصول الاضطرابات إلى السعودية سيخلق أزمة اقتصادية عالمية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       هل توشك أحجار الدومينو العربية المتساقطة واحدةً تلو أخرى أن تصل إلى أكبر رصيد استراتيجي للغرب في المنطقة؟ إن زعماء العالم ورجال الاقتصاد سيحبسون أنفاسهم يوم الجمعة المقبل، وهو اليوم الذي دُعي فيه المواطنون السعوديون من خلال حملة عبر الفايسبوك، إلى التظاهر في "يوم الغضب".

·       ظهرت بوادر الانتفاضة في السعودية قبل نهاية شباط/فبراير، لكنها لم تنجح في حشد تأييد لها. في المقابل لم تتوقف موجة الاضطرابات في العالم العربي، فتابعت السعودية بقلق، خلال الأسبوع الماضي، التظاهرات الشيعية التي تهدد الحكم السني للدولة في البحرين. وفي حال وقعت أحداث مشابهة في السعودية ـ أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ـ فإن انعكاساتها ستفوق بكثير كل ما رأيناه في الأشهر الأخيرة.

·       ربما يكون من الصعب جداً على الأقلية الشيعية في السعودية إسقاط حكم الملك عبد الله، لكنها قادرة على إيجاد حال من عدم الاستقرار، وإجبار المملكة على تركيز اهتمامها على نفسها وعلى مصالحها، وتقليل الاهتمام بالدور الجوهري الذي تؤديه في الاقتصاد العالمي.

·       إن إحدى أهم جبهات الصراع بين الإسلام المتشدد وحلفاء الغرب منذ عشرة أعوام هي الجبهة المتعلقة بسوق النفط. فمنذ الارتفاع الكبير في أسعار النفط في مطلع القرن الواحد والعشرين، تحاول كل من فنزويلا وإيران استخدام هذا الأمر لضرب الاقتصاد الغربي. وكان الرئيس الإيراني ألمح ساخراً إلى أن سعر 100 دولار لبرميل النفط يعني بيع هذا السائل الثمين بسعر زهيد.

·       تشكل السعودية الثقل المضاد لفنزويلا وإيران، وهي بخلاف الدول الأخرى قادرة على زيادة إنتاج النفط العالمي، والحفاظ على الأسعار المنخفضة. هذا ما فعله السعوديون خلال حرب الخليج الثانية، وهذا ما يفعلونه حالياً. فمع نشوب الأزمة الليبية أعلنت السعودية أنها ستزيد إنتاجها ليصل إلى تسعة ملايين برميل في اليوم.

·       من الممكن أن يغير التهديد الشيعي داخل السعودية، والذي يجري بتوجيه من إيران، قواعد اللعبة. وقد أعلن الملك عبد الله أنه سينفق 37 مليون دولار على شعبه من أجل تهدئة النفوس في المملكة، وفي حال تصاعدت الاضطرابات فإن هذا المبلغ قد يزداد أكثر.

·       إن عدم وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الأنظمة العربية المعتدلة في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، من شأنه زيادة شعور الملك السعودي بأن عليه أن يعتمد على نفسه، وقد يدفعه إلى التخلي عن حرصه على الحفاظ على استقرار أسعار النفط التي ستصبح حينئذ أكثر تأثراً بالمصالح السعودية الداخلية، لا بالتحالف بين الملك عبد الله والغرب. وقد تكون النتيجة المباشرة لذلك ارتفاعاً حاداً جديداً في سعر برميل النفط، الأمر الذي سيؤدي إلى انهيار مالي أكبر بكثير مما حدث سنة 2008.

·       في ضوء هذا كله، ينبغي أن نفهم التصريحات الأخيرة للأميركيين، والتي قالوا فيها أنهم سيكتفون بإصلاحات في الدول العربية حتى لو كانت لا تلبي جميع مطالب المتظاهرين بالديمقراطية. فإذا كان هناك شيء لا يسمح به لنفسه أي رئيس أميركي، فهو خسارة السعودية.