•الاستخبارات الأميركية هي المتهم المباشر باختفاء الجنرال علي رضا عسكري، نائب وزير الدفاع الإيراني السابق. فقد أعلنت الولايات المتحدة، مؤخراً، أنها ستصعد المعركة في سبيل تقويض نظام آيات الله، بعد الكشف عن التورط الإيراني في الأحداث الدموية في العراق، وبعد السلوك الإيراني الفظّ في كل ما يتعلق ببرنامجها النووي الطموح.
•إن فرار جنرال كبير يمتلك معلومات دقيقة ومفصلة عن الأسرار الخفية لنظام آيات الله يلائم عملية متدحرجة "لتقويض نظام". كما أن فرار طرف ما إلى طرف آخر هو انتصار دعائي بارز.
•في سنة 1966 هبط طيار عراقي بمحض إرادته في إسرائيل وجلب معه جائزة ثمينة للأميركيين عبارة عن طائرة ميغ 21 الحديثة الصنع آنذاك. وإذا نزل اليوم أفراد قسم العمليات التابع لوكالة CIA إلى القبو ونفضوا الغبار عن رف الوثائق العائدة لعام 1953 فلا بد أن يكتشفوا ملفات كثيرة عن عملية ناجحة أدارها أسلافهم لإطاحة رئيس الحكومة الإيرانية محمد مصدّق.
•لكن إذا كان الحديث يدور عن اختطاف فتلك قصة أخرى. فقد حذفت، منذ انتهاء الحرب الباردة، أية محاولات ومخططات لاختطاف مسؤول رفيع المستوى من قائمة عمليات أجهزة المخابرات الغربية. صحيح أن الأميركيين خطفوا، منذ أيلول/ سبتمبر 2001، عشرات الأشخاص وسجنوهم في قاعدة غوانتانامو، لكن هؤلاء جميعاً كانوا نشطاء إرهابيين وليسوا جنرالات أو نواب وزراء في دول ذات سيادة ولها مندوبون لدى الأمم المتحدة.
•عملية اختطاف من هذا القبيل تعتبر عملاً حربياً. وإذا اختطف الجنرال الإيراني فعلاً، أكان ذلك بسبب المعلومات التي في رأسه أو كورقة مساومة، فالمسؤولون عن هذه العملية ينبغي البحث عنهم في الدول التي تشعر بأنها مهددة مباشرة من إيران. وقد يعتقد زعماء هذه الدول أن خطوة كهذه تستحق الثمن الذي ستتم جبايته من الإيرانيين لاحقاً.