رسالة نتنياهو إلى بوتين: لا تزوّد سورية بالصواريخ المتطورة، فإسرائيل لن تتردد في مهاجمتها
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       الزيارة العاجلة التي يقوم بها بنيامين نتنياهو لفلاديمير بوتين هي خطوة جاءت في وقتها، وربما متأخرة قليلاً عن موعدها.

·       فقد شكل تزويد روسيا سورية بالصواريخ الحديثة على الدوام مشكلة بحد ذاتها طوال أعوام حكم عائلة الأسد. وقد ازدادت خطورة هذه المشكلة خلال العامين الأخيرين مع اندلاع الحرب الأهلية في سورية، وفي ظل إقدام الرئيس بشار الأسد، طوعاً، أو بطلب من إيران، على نقل السلاح المتطور إلى يد حزب الله في لبنان.

·       وازدادت هذه المشكلة الدولية خطورة بحيث تحولت بالنسبة إلى إسرائيل إلى "ذريعة حرب". وقد أوضحت إسرائيل بصورة قاطعة أنها لن تسمح بانتقال الأسلحة الحديثة إلى حزب الله الإرهابي. فإذا كان الأسد لم يتعامل مع التهديد الإسرائيلي بصورة جدية، فإن الهجمات التي وقعت في شباط/ فبراير وأيار/ مايو 2013 جاءت كي تؤكد جدية هذا التهديد.

·       ومن أجل تنفيذ التحذير الإسرئيلي، فإنه لا مفر أمام الجيش الإسرائيلي سوى منع انتشار الصواريخ الروسية التي قد تصل إلى يد الأسد، والتي ربما تنتقل بعد ذلك إلى التنظيمات الإرهابية، أو التنظيمات المتطرفة التي قد تأتي من بعده، وأن يجري تهريبها إلى حزب الله في لبنان. فإسرائيل لا يمكنها التخلي عن مهاجمة هذا السلاح الروسي المتطور مثلما فعلت سابقاً أو التردد في فعل ذلك.

·       لا تنوي إسرائيل مطلقاً الدخول في مواجهة مع الدب الروسي. وهي لم تفعل ذلك في الماضي حتى عندما كان الاتحاد السوفياتي قبل 40 عاماً يقدّم حمايته إلى مصر وسورية. يومها غضّت إسرائيل بصرها عن سلاح الجو السوفياتي، واختلف موشيه دايان مع قيادة الجيش الإسرائيلي عندما همّ هذا الجيش باعتراض طائرات الميغ التي تحدّت السيطرة الإسرائيلية الكاملة على شبه جزيرة سيناء، وفقط بصعوبة شديدة سمح بالمواجهة الجوية التي انتهت بإسقاط الطائرات الروسية.

·       إن المنطق الذي كان يتحكم في مواقف دايان لم يتغير على الرغم من تغيّر الواقع السياسي والعسكري. فروسيا اليوم ليست الاتحاد السوفياتي، والعلاقات السياسية والاقتصادية بين موسكو والقدس تختلف عمّا كانت عليه في الماضي، ومع ذلك، فإن لا مصلحة للجيش الإسرائيلي في الدخول في مواجهة. لذا، فإن المهمة الأساسية لنتنياهو هي أن ينقل إلى بوتين رسالة مزدوجة فحواها أن إسرائيل ستعمل على منع انتقال أي سلاح حديث إلى حزب الله، أو منع نشر هذا السلاح ضد طائراته على أرض سورية المنقسمة على نفسها، والتي تفتقر إلى سلطة مركزية مستقرة. لذا، وعلى الرغم من رغبة إسرائيل في عدم الدخول في مواجهة مع روسيا، فإنها ستقوم بواجبها.

 

·       وهذه رسالة معقدة وخطرة وحساسة ومحفوفة بالمخاطر، لكن ليس أمام إسرائيل خيار آخر لتقدمه إلى بوتين، وعلى الكرملين أن يفكر في الأمر مجدداً.

 

المزيد ضمن العدد 1656