· َن يمثل محمود عباس تحديداً غير نفسه؟ لقد جرى انتخابه في انتخابات فلسطينية نظّمتها إسرائيل في كانون الثاني / يناير 2005، ومنذ ذلك الحين مرت الأعوام وانتهت ولايته. وفي هذه الأثناء جرت في سنة 2006 انتخابات البرلمان الفلسطيني، لكن عباس حلّ هذا المجلس لأن حركة "حماس" فازت في الانتخابات.
· في ظل هذه الحقائق، فإن حكومة سلام فياض المستقيلة لم تكن حكومة شرعية، لأنها لم تحظ بثقة البرلمان الذي كما ذكرتُ جرى حلّه. وهنا يُطرح السؤال: مَن يمثل عباس؟ عملياً إنه لا يمثل إلاّ نفسه. وهو لا يعدو أن يكون إنساناً عادياً، ومن هنا، فإن الدول التي تطبق القانون مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، لا يمكن أن توقّع اتفاقات مع شخص انتهت مدة ولايته.
· وبعيداً عن المشكلة القانونية نتساءل: مَن يمثل عباس اليوم على الأرض؟ إنه بالتأكيد لا يمثل غزة، فحركة "حماس" التي تحكم القطاع هي من ألد خصومه. وهو لا يمثل "حماس" في الضفة الغربية، كما أنه لا يمثل السلفيين ولا الجهاد العالمي. ونتساءل: هل ما زال يمثل حركة "فتح"؟ استناداً إلى فياض فإن حركة "فتح" "توشك أن تنهار، وهناك كثير من خيبة الأمل."
· يتعين علينا أن نعرف مَن يمثل عباس قبل البدء بالمفاوضات معه وليس بعد ذلك. بكلام آخر، على إسرائيل المطالبة بإجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية، كي نعرف أن الطرف الذي يقف قبالتنا هو شرعي ويملك تفويضاً من الشعب.
· قد يدّعي البعض أن مثل هذه الانتخابات سيحمل حركة "حماس" إلى الحكم، وسيؤدي إلى إنهاء العملية السلمية، لكن على الجميع أن يحترم إرادة الجمهور الفلسطيني، فإذا كان هذا الجمهور يريد "حماس" فليكن. وماذا سيحدث لو أن "حماس" وصلت إلى الحكم بعد حصول الفلسطينيين على الأرض والسيادة؟ فهل سيكون هذا أفضل؟
· على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تعلما منذ الآن مَن سيقف أمامهما في المفاوضات. فلا يمكن التوصل إلى تسوية في واقع غير حقيقي، ومن هنا فإن المطالبة بانتخابات فلسطينية يجب أن تسبق أي عملية دبلوماسية إذا ما أردنا أن تكون هذه العملية حقيقية وبنّاءة.