مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى يتوقع استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في الشهر المقبل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

·       قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى مطّلع على تفاصيل الاتصالات الأخيرة التي جرت بين إسرائيل والولايات المتحدة، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس (الخميس)، أنه يتوقع أن تُستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين في الشهر المقبل [حزيران/ يونيو].

·       وأضاف هذا المصدر نفسه: "لقد قدّمت إسرائيل إلى الولايات المتحدة قائمة تشمل خطوات أبدت استعداداً لتنفيذها، بما في ذلك الإقدام على تجميد، أو على تباطؤ صامت في كل ما يتعلق بأعمال البناء الجديدة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى [في الضفة الغربية]. وهي تنتظر الآن جواباً من الجانب الفلسطيني. ومع ذلك، فإن الاتجاه الذي نسير نحوه الآن هو استئناف المفاوضات في غضون الفترة القريبة المقبلة."

·       وتجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين أعلنوا مؤخراً أيضاً أنهم على استعداد لاستئناف المفاوضات الاقتصادية، وذلك بعد أن امتنعوا فترة طويلة، وتحديداً منذ بدء ولاية حكومة بنيامين نتنياهو السابقة [في ربيع سنة 2009]، عن إجراء مفاوضات اقتصادية بسبب خشيتهم من أن يشكل السلام الاقتصادي بديلاً من السلام السياسي الذي يعني إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وتُعتبر هذه الموافقة إشارة أُخرى إلى حدوث مزيد من التقارب بين الجانبين، وإلى إصرار كل من رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، على استئناف عملية السلام في أقرب فرصة ممكنة. وقد استؤنفت الاتصالات فعلاً بين إسرائيل والفلسطينيين في كل ما يتعلق بالموضوعات الاقتصادية، بعد أن كان مبعوث الرباعية الدولية توني بلير يقوم خلال الأعوام الأخيرة بمهمة الوسيط بين الجانبين في هذا الشأن.

·       وأمس الأول (الأربعاء) عُقد في العاصمة الإيطالية روما اجتماع بين كيري وبين وزيرة العدل تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، والمبعوث الخاص لرئيس الحكومة إلى مفاوضات السلام المحامي يتسحاق مولخو، وأعرب كيري وليفني في ختامه عن تفاؤلهما بإمكان استئناف المفاوضات. ومن المتوقع أن يقوم وزير الخارجية الأميركية في 21 أيار / مايو الحالي بزيارة لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكن الولايات المتحدة في هذه الأثناء تستمر في ممارسة ضغوط على الدول العربية وعلى الفلسطينيين كي تعود السلطة الفلسطينية إلى مائدة المفاوضات.

·       ومعروف أن الضغوط الأميركية نجحت حتى الآن في جعل وفد الجامعة العربية [الذي عقد الثلاثاء الفائت اجتماعاً مع وزير الخارجية كيري في واشنطن] يصدر إعلاناً أبدى فيه استعداد هذه الجامعة للموافقة على إجراء تعديلات حدودية طفيفة على خطوط 1967 من خلال تبادل أراضٍ متفق عليها بين إسرائيل والفلسطينيين. ومع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يتطرق على نحو مباشر إلى هذا الإعلان، إلاّ إن ليفني رحبت به، وأكدت أنه ينطوي على أهمية كبيرة لأنه يدل على وجود تأييد لعملية السلام في العالم العربي. ومن المفترض أن يسهّل هذا الإعلان على الفلسطينيين التراجع عن مطلبهم الحاسم بشأن الوقف التام لأعمال البناء الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] كلها.

·       وقد نفى مقربون من نتنياهو أنباء نشرتها وسائل إعلام عربية وفحواها أن إسرائيل ستقدم عدة تنازلات أمنية في مناطق السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، فإن مصدراً سياسياً إسرائيلياً رفيع المستوى أكد لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل مستعدة لتنفيذ خطوات من شأنها أن تسهّل حياة الفلسطينيين في هذه المناطق، بما في ذلك خطوات تتعلق بحرية الحركة والتنقل. كما يبدو أن إسرائيل على استعداد لأن تطلق عدداً من الأسرى الفلسطينيين المسجونين لديها، لكن لا يوجد أي تأكيد إسرائيلي رسمي يتعلق بهذا الأمر في المرحلة الحالية.

 

·       وقالت مصادر سياسية مسؤولة في القدس إن إسرائيل لن توافق على أي شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات، لكن يبدو أن نتنياهو، المعني باستئناف المفاوضات على وجه السرعة، مستعد للقيام بخطوات حيوية تتيح للفلسطينيين إمكان العودة إلى مائدة المفاوضات، وذلك نزولاً عند رغبة الأميركيين. وأكد أحد هذه المصادر أن الأمور ستكون واضحة أكثر في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وأضاف: "توجد لدى إسرائيل مصلحة حقيقية في التوصل إلى تفاهمات من شأنها أن تسهل استئناف المفاوضات. ولن يكون هناك تفاهمات مكتوبة مع الأميركيين، لكن النتائج ستظهر جلية في الميدان."